التحقت في الآونة الأخيرة مجموعة تفوق 18 عداء ببعض الدول الخليجية، في أفق حمل جنسياتها وتمثيلها في الاستحقاقات الدولية. فحسب مصدر مطلع، فإن هذه المجموعة التي فضلت الهجرة بشكل سري، أكملت كل الإجراءات الإدارية المتعلقة بوثائق الهوية الجديدة، بل إن بعض العدائين وقعوا عقود العمل، وشرعوا في مزاولة نشاطهم الرياضي «ببلدهم الجديد»، في الوقت الذي تلتزم فيه الجامعة الصمت. ويشير مصدرنا إلى أن من بين المهاجرين أبطال من مستوى عال سبق لهم أن حملوا القميص الوطني، وشاركوا في العديد من التظاهرات العالمية، فيما تتشكل الفئة العظمى من عدائين واعدين وآخرين تم الاستغناء عنهم من المركز الوطني لألعاب القوى، بعدما كانوا يتطلعون إلى الحصول على فرصة الانضمام إلى المنتخب الوطني. وألمح مصدرنا إلى أن هؤلاء العدائين جرى تنسيق سري فيما بينهم، دون أن يستبعد فكرة تواجد شبكة متخصصة، استقطبت هذا العديد الكبير، قبل أن يلتحقوا بدول الخليج. وتعد هذه أكبر عملية هجرة في تاريخ ألعاب القوى المغربية، التي تبقى المتضرر الكبير من مثل هذه الأحداث. وفي اتصال بمجموعة من المهتمين بشأن أم الرياضات، فإن هذه الهجرة تجسيد فاضح لانعدام الوطنية والغيرة على كل ما هو مغربي، لأن العدائين مطالبون بالاجتهاد من أجل حمل القميص الوطني والدفاع عنه باستماتة، لا سلك أقصر الطرق للبحث عن المجد، معتبرين أن «حريك» الأقدام المغربية نحو الخارج، فيروس ينخر ألعاب القوى التي تراجع عطاؤها كثيرا في المحافل الدولية، وطالبت مصادرنا الجامعة بالتحرك لوضع حد لهذا النزيف. وحملت ذات المصادر بعض الأطر الوطنية المسؤولية، لأن مهمتها بالدرجة الأولى هي تربوية، وبالتالي وجب تحصين الشباب المغربي ضد كل مظاهر الاستيلاب، وأولها تفضيل الجنسية الأجنبية على الوطنية. وألحت مصادرنا على ضرورة تعبئة شاملة من أجل الوصول إلى هذه الشبكة، التي تستهدف الأبطال المغاربة، لأنه لا يعقل أن تتحول الوطنية إلى شيء رخيص لا قيمة له، يتم التنكر له في مقابل حفنة صغيرة من المال، كما طالبوا بحماية مصالح الأندية، التي يكلفها خلق بطل في مستوى عال الكثير من المال والمجهود. ويتحدر الأبطال المهاجرون من مدن الدارالبيضاء وتيفلت والخميسات وصفرو. وكان أحد الاجتماعات التي نظمتها الجامعة مؤخرا بالرباط، قد شهد نقاشا ساخنا حول هذا الموضوع، وكذا تزوير أعمار العدائين، وكادت حدة النقاش وحرارته أن تنسف الاجتماع، قبل أن يتم تطويق الأمر في آخر لحظة من طرف الرئيس. ونشير إلى أن آخر محاولة تهجير كانت تتعلق بمحاولة تهجير عدائين مغربيين بالجنسية القطرية، حيث بادرت الجامعة حينها قد راسلت نظيرتها القطرية بشأن قطع الطريق أمام محاولة تجنيسهما. يذكر أن تاريخ ألعاب القوى عرف تجنس عدد كبير من الأبطال المغاربة، يأتي على رأس القائمة، رشيد رمزي، الذي منح البحرين العديد من الألقاب العالمية والأولمبية، ثم محمد مغيث، الذي أهدى بلجيكا العديد من الإنجازات، وخالد الخنوشي، الذي حطم الرقم القياسي العالمي لسباق الماراطون بألوان الولاياتالمتحدةالأمريكية....