كانت الخيام تُضرب قبل قرون للنابغة الذبياني، ويؤتى إليه بالشعراء، فيستمع إلى قصائدهم ويشرع في توزيع الأحكام: هذا شاعر وهذا شويعر، أما هذا فلا. اليوم تضرب لجن التحكيم خيامها داخل استوديوهات فاخرة، حيث الإنارة المتطورة والمؤثرات الصوتية والبصرية والأجواء الاحتفالية. حمى المسابقات الشعرية على التلفزيون، ما سببها؟ هل يحاول الإعلام المرئي العربي من خلالها عقد نوع من المصالحة مع الأدب والثقافة؟ أم أن موجة برامج الواقع تقلبت في كل الشواطئ ولم يبق لها سوى شط الإبداع الشعري؟وهل تساهم هذه المسابقات فعلاً في اكتشاف أسماء حقيقية في الشعر؟ ولماذا ينظر البعض إليها بارتياب؟ ثم لماذا يبقى شعراء قصيدة النثر خارج مدار هذه اللعبة التي تحتفي أساسا بالشعر العمودي و شعراء التفعيلة، أليس في هذا الاختيار تحيزاً للون شعري وإقصاءً لآخر؟ هذا ما سيناقشه ياسين عدنان في حلقة جديدة من مشارف مع اسم أساسي في النقد العربي الحديث، الأديب المصري الدكتور صلاح فضل أحد أبرز المحكمين في أشهر المسابقات الشعرية التلفزيونية العربية. موعدكم مع هذه الحلقة ال170 من مشارف مساء الأربعاء 21 أبريل على الساعة العاشرة و45 دقيقة على شاشة (الأولى). وبالمناسبة فموعد بث هذه الحلقة 21 أبريل يصادف موعد انطلاق البرنامج الذي بُثت حلقته الأولى قبل أربع سنوات مساء الجمعة 21 أبريل 2006 وكانت قد خصصت لمحور (أدب السجون) واستضاف خلالها ياسين عدنان الشاعر والمعتقل السياسي السابق صلاح الوديع.