على بعد أقل من 40 كلم من بولمان في اتجاه إقليمصفرو، وبالضبط في المنطقة التابعة لنفوذ الجماعة القروية لعنوصر، تعيش أزيد من 280 أسرة بكل من دوار سبع رواضي ودوار تيجمة أقصى درجات التهميش والحرمان، أناس يعيشون منذ أزيد من خمسين سنة تحت أكوام من الحجارة تعلوها الأكياس البلاستيكية، يشربون مياه الأمطار، يقتاتون من الشعير المدقوق ويحضرون الخبز منه، انقطعوا عن العالم الخارجي، والبعض منهم لايعرف إلا الله وبوغابة الذي يزورهم مرة كل سنة ليأخذ ضريبة السكن والرعي، خروف عن كل أسرة بحسب ماصرح لنا به مجموعة من السكان، فلم يسبق لأي مسؤول كان، أن زار المنطقة. جريدة «الاتحاد الاشتراكي» انفردت بزيارة هذه الدواوير التي يحتاج للوصول إليها خمس ساعات مشيا على الأقدام، عبر مسالك صخرية صعبة للوصول إلى تجمعات توحي للزائر أنه في العصور الحجرية، حيث يضطر الرجال أقوياء البنية إلى قطع مسافة 20 كيلمترا للتزود بالماء خلال فصل الصيف وفترات الجفاف، أما خلال الأيام الماطرة فتقوم الساكنة بشرب مياه الأمطار ليس عبر«المطافي» المتعارف عليها، بل من خلال ضايات يتجمع فيها الماء. الزائر للمنطقة يصدم لدرجة تهميش هؤلاء البشر الذين انقطعوا عن العالم الخارجي بشكل كامل، لاحديث هنا عن التمدرس ولا عن التغطية الصحية، حيث نسبة الوفيات بين الأطفال والنساء الحوامل تبلغ أعلى المستويات، وأكبر دليل على ذلك المقبرة الجماعية للأطفال هناك. «ليس هناك ماء للشرب، البرد قارس هنا، لا أعرف المدرسة وليس هناك إلا رعي الغنم..»، تصريح للطفلة رقية عزي من الدوار، بلغة أمازيغية وبعفوية تامة أجابت عن تساؤلاتنا. محمد الهاشم في تصريحه لنا عن الظروف المأساوية التي يعيشونها لم يخف حنينه إلى الفترة التي كان فيها المحتل الفرنسي يهتم بهم ويرسل الإعانات إليهم، حيث قال بالحرف «منين كان الاستعمار كانوا كايتفكرونا، ودابا لا ما لا معاونة لا والو الله كريم..» سكان دوار سبع رواضي ودوار تيجمة بعدما طالت معاناتهم كانوا قد هددوا بتنظيم مسيرة في اتجاه القصر الملكي بالرباط من أجل المطالبة بالماء الصالح للشرب وبفك الحصار عنهم وإخراجهم من حياة «العصر الحجري» التي يعيشون فيها حيث تفوق معاناتهم معاناة قرية أنفكوا بإقليمخنيفرة بمئات المرات، كما طالب السكان بإعلان دوار تيجمة منطقة منكوبة..