«لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، نحن هنا نعاني من قلة البيع مع الأحياء، فما بالك إذا تم ترحيلنا إلى الهراويين... مع من نتعامل.. مع الموتى!؟».. إنه تساؤل سعيد، أحد أصحاب محلات بيع الملابس بقيسارية الحي المحمدي قرب ملعب الإتحاد البيضاوي (تيران الطاس). والذي يضيف « قد يمر يوم أو يومان علينا دون بيع أي شيء، كان البيع في السابق جيدا، لكن في السنوات الأخيرة تراجع بشكل كبير، خاصة سنتي 2008 و2009». أسباب هذا التراجع كثرت فيها الأقاويل واختلفت فيها الآراء، فهناك من حصرها في الأزمة العالمية، والتي ألقت بظلالها على الإقتصاد الوطني، فأثرت بشكل كبير على السوق التجاري الوطني نظرا لارتباطه بالخارج . فيما يرى بعض الباعة أن السبب «يكمن بالأساس في موجة الغلاء التي مست جميع المواد الإستهلاكية مخلفة صعوبة حقيقية للمواطن البسيط الذي أصبح يعاني في حياته اليومية من ضعف قدرته الشرائية وعجزه عن اقتناء متطلبات الحياة اليومية، وذلك بسبب تدني قيمة الأجور». بالنسبة لسعيد (التاجر السابق ذكره)، يرى أن «تراجع البيع والشراء له ارتباط باكتساح السلع الصينية للسوق المحلية، إذ يكاد لايخلو أي بيت بيضاوي من هذه المنتوجات، بسبب أثمانها المغرية رغم أن جودتها تثير أكثر من سؤال، ففي السابق كان الباعة المغاربة هم من يتاجرون في هذه المنتوجات لكن اليوم اختلف الوضع وأصبح الصينيون هم من يتكلفون ببيع منتوجاتهم»!؟ وفي ما يخص ترحيل قيسارية (تيران الطاس) إلى منطقة الهراويين، يقول سعيد «بحكم خبرتي في مجال التجارة والتي تفوق ثلاثين سنة، فإنه قد تمضي عشر سنوات علينا ، على أقل تقدير، تكون فيها عملية البيع جد منعدمة، ولأدعم كلامي على أرض الواقع، أشير إلى ما نتج عن ترحيل مشروع السالمية إلى مكان آخر غير مكانه الأصلي، حيث اضطر عدد كبير من الباعة لإغلاق محلاتهم التجارية... إن التجارة الناجحة تكون وسط المدينة لا خارجها»!