اللصوص أنواع رغم أنهم وجه لعملة واحدة. هناك قُطاع الطرق، هناك أصحاب «البيك بوكيط»، هناك «السمايرية» وغيرهم، لكن أخطرهم وأقواهم هم «أكلة» المال العام، فإذا كان الاولون يفعلون فعلتهم الاجرامية ويختفون ولا يتبجحون بما يفعون، فإن «أكلة» المال العام، يعلم بهم الجميع حتى السلطات ،ومع ذلك «يخنزرون» ويقررون ويفعلون مايشاؤون، ويلعنون حتى... أذكر عندما تم تعيين الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي وزيرا أول بالمغرب، كيف شحب وجه هؤلاء وأخذوا يصرحون في العلن والخفاء« لن نأكل شيئا مع هذا الاشتراكي»! نعم، من يعرف تاريخ الرجل، سيكون له اليقين بأن هذا الوطني لن يكون الا بجانب الشرفاء، وكذلك فعل عندما سن مجموعة من القوانين لصون المال العام مع تحفيز أطر هذا البلد في جميع القطاعات، ممن وضعوا كفاءاتهم لصالح هذا الوطن، ليواجه الرجل ، فيما بعد، وابلا من «التكالب» من مختلف الجهات، على رأسهم «أكلة» المال بالباطل، الذين انتشروا في مدننا كالسرطان وأصبح عدد منهم متحكما في دواليب الامور، ولم نعد أمامهم سوى أناس مغفلين. أحد هؤلاء كانت لي شخصيا مواجهة معه في لقاء مصادفة، واجهني بالقول «كلما كتبتم عني ازددت شهرة»! لم يخجل وهو يتبجح بغزواته التي تعرفها سلطات الدارالبيضاء ، ومعها البوليس السري والمجلس الاعلى للحسابات وأعضاء مجلس المدينة والجهة ومجلس العمالة وكل من له مسؤولية في هذه المدينة، وهي «الغزوات» التي تصب جميعها صوب «أكل» اموال المدينة! العشرات مثله عبثوا ويعبثون، بشكل نموذجي، ويعلم بهم الجميع دون أن تتحرك المساطر، بل منهم من وجد الحماية من جهات معينة، ولم يعد يُسأل عن الديون المالية التي بذمته! إذا كان المال العام يتأسس في جزء كبير منه من ضرائبنا كمواطنين، ليذهب، في إطار صفقات مشبوهة ،إلى مثل هؤلاء «اللصوص»، فمن حقي كمواطن أن أسأل عن مآل الضريبة التي تستخلص من «عرق جبيني»، كغيري من ملايين البسطاء، الذين يستفزهم «تبجح » هؤلاء«النموذجيين» المُغتنين من أموال ضرائبنا ؟!