أبانت الطريقة التي استغنى بها مسيرو حسنية أكادير عن خدمات الإطار الفرنسي المقتدر جان فرانسوا جودار عن «الحس الاحترافي» الذي يتميزون به، خصوصاً وأن هذا الاستغناء جاء بعد دورات معدودة من نهاية البطولة الوطنية الحالية. ثم إن الفريق قد ضمن موقعه ضمن قسم النخبة بحكم الموقع الذي يحتله في سبورة الترتيب، بفضل جودار طبعاً. أضف إلى هذا أن المباريات التي تنتظر الفريق خلال المباريات السبع القادمة، والتي ستجمعه عدد منها بفرق معذبة في أسفل الترتيب، لا تحتاج إلى كبير نباهة، ويمكن «مناقشتها» بشكل أو بآخر. ما الحاجة إذن إلى بقاء جودار الإطار المتمرس والصعب المراس كذلك؟ فالرجل لم يتم الاستغناء عنه، لأنه لا يتواصل مع اللاعبين، كما تذهب إلى ذلك تبريرات المسيرين، بل إلى عدم تواصله مع الأخيرين وتوجيهه للانتقادات لهم لا لغيرهم. فكان أن تم استغلال فرصة المباراة التي خاضها الفريق مؤخراً ضد المتزعم الوداد البيضاوي، برسم الدورة 23. فخلال هذه المباراة التي كان فيها الفريق الأكاديري متقدماً حتى الدقيقة 88، حيث تمكن فريق الوداد من تسجيل هدف التعادل. هذه العودة في المباراة للزوار وتوقيتها دفع مجموعة من مسيري الحسنية الى مؤاخذة جودار والدخول معه في ملاسنات لإثارة انفعاله، وذلك في الممرات المؤدية إلى مستودع الفريق الأكاديري. وطبعاً القضية الرئيسية التي تمت مؤاخذة جودار عليها تتعلق بالتغييرات التي قام بها، بالأخص حين قام بتعويض المهاجم ياسين البيساطي بالوسط الدفاعي بارفي الذي يتميز بقامته الطويلة وقوته البدنية، علما أن هذا اللاعب بعلاته يبقى المسيرون الأكاديريون هم من تتحمل مسؤولية استقدامه والتعاقد معه، فقد جيء به من سوق السبت أولاد النمة، سوق اللاعبين المفضل عند مسيري الفريق الأكاديري، ومنبع العديد من الصفقات الخاسرة في هذا الصدد. المهم أنه تم الركوب على هذه المسألة للتخلص من جودار الذي يعتبر هذا الموسم، وبشهادة العديد من المتتبعين، بما فيها وسائل الإعلام، من عناوين قوة الفريق الأكاديري الذي رغم تعادله أمام الوداد، فقد تمكن من التوقيع على لقاء جيد بشهادة الجميع، ماعدا المسيرين الذين رأوا فيها الفرصة الذهبية للتخلص من مدرب أصبح يزعجهم أكثر من اللازم. وهكذا تنضاف قضية جودار إلى قضية اللاعب جيرار الذي تم التفريط فيه ودفعه الى الهروب للبحث عن آفاق أرحب وإمكانات أكبر من الأجرة الهزيلة التي كان يتلقاها بأكادير بفضل العقد «الاحترافي» الذي كان يربطه بفريقها الأول. فتراكم هذه القضايا، التي يمكن أن نضيف إليها السياسة التواصلية للمكتب المسير للفريق مع ممثلي الإعلام المحلي والجهوي بأكادير الذين كان عليهم أن ينتظروا، عندما اشتعلت قضية جودار، أن تقطر عليهم الأخبار والمعطيات من الدارالبيضاء والرباط، أو من بعض المحطات الإذاعية المستقلة، حتى ينجزوا عملهم. كل هذه الأشياء إذن تؤشر على «الحس الاحترافي» الذي يتعامل به المكتب المسير للحسنية لتأهيل الفريق لولوج الاحتراف، مما يجعلنا نردد مع أهل مراكش المثل السائر: العْشَا الزِّينْ كَيْعْطي ريحْتُو مَنْ عَندْ العَصرْ! متمنياتنا للأب أحمد كوسكوس بالشفاء والعودة إنشاء الله للميادين التي افتقدته كثيرا.