كانت المشاركة المغربية في معرض باريس الذي يختتم اشغاله غدا الاربعاء(افتتح يوم 26 مارس ) متميزة في هذه الدورة بكل المقاييس لا من حيث عدد العناوين الجديدة او من حيث الكتاب او الإقبال على الرواق المغربي ولا من حيث الشركاء حيث ساهم هذه السنة ولأول مرة إلى جانب وزارة الثقافة كل من وزارة الجالية المغربية بالخارج و مجلس الجالية المغربية بالخارج مما سمح بالتوفر على رواق يضاعف الرواق السابق مرتين. من حيث المساحة ومن حيث العناوين المعروضة للقراءة كما ان حضور وشراكة وزارة الجالية ومجلس المغاربة بالخارج هو استمرار لتعاون الذي عرفة معرض الكتاب الدولي بالدار البيضاء في دورته 16 والذي كان به مغاربة العالم كضيف شرف. هذه المناسبة التي مكنت من طبع عشرات الكتب حول الهجرة وحول اعمال ادباء مغاربة مقيمين بالهجرة بالاضافة الى عدد من الدراسات حول الهجرة. وما ميز الدورة 30 لمعرض باريس هو يوم الافتتاح الذي حضره وزير الثقافة الفرنسي فريديريك ميتران ، كما ان وزير الثقافة المغربي سالم حميش وسفير المغرب مصطفى الساهل اشرفا على حفل استقبال بالرواق المغربي رفقة ممثلي الناشرين المغاربة وعدد من المثقفين ، ومدير المكتبة الوطنية ادريس لخروزومدير الكتاب بوزارة الثقافة حسن نجمي . الرواق المغربي عرف عدد من التوقيعات المهمة من بينها توقيع بنسالم حميش ،عبد اللطيف اللعبي،سليم الجاي،طه عدنان،محمد التازي ومحمد لعروسي،بيتي الباتول وليلى الهواري. كما تميز هذا المعرض بمشاركة بلدان المغرب العربي بشكل قوي هما الجزائر وتونس كما شارك من البلدان العربية لبنان كما ان بلد ادربيجان شارك لأول مرة وقدمت عدد من عروض الموسيقة التقليدية. لكن تركيا تميزت هذه السنة بحضورها القوي في هذه الدورة من خلال رواق كبير بحضور 20 ناشر و20 كاتب وترجمة لعدد كبير من الاعمال التركية الى الفرنسية وكان هذا الحضور تحت شعار « كل الالوان التركية» وعدد كبير من العروض المهمة حول تركيا وحضارتها المتميزة وقد اختار الأتراك الثقافة كوسيلة لديبلوماسية الموازية من أجل تجاوز التوثر في العلاقات السياسية بين البلدين منذ وصول ساركوزي الى الاليزي والمعروف بمعاداته لأنضما تركيا الى الاتحاد الاوربي. الكتاب الالكتروني كان هو الأخر حاضرا في هذا المعرض بقوة حيث أصبح بالإمكان قراءة عدد من الكتب عن طريق كتب الكترونية صغيرة وشراء كتب جديدة الكترونيا لكن هذه التجربة مازالت محتشمة بفرنسا والإقبال لم يعرف النجاح المنتظر بعد. ما ميز هذه المعرض ايضا هو دعوة 90 كاتبا تلثهم من فرنسا بالاضافة الى حضور كتاب كبار من طينة اميرتو ايكو الايطالي وعلاء الاسواني المصري والجزائري ياسمينة خضرة والبريطاني سلمان رشدي والمغربي عبد اللطيف اللعبي وعرف المعرض تنظيم اربعين ندوة وحوالي 1200 ناشر وينتظر ان يزوره 220 الف شخص.. هذا الحماس الخاص الذي ميز المشاركة المغربية في هذه الدورة جعل رئيس جمعية الناشرين المغاربة بالفرنسية عبد القادر الرطناني يحيي مشروع المغرب كضيف شرف على المعرض الدولي للكتاب بباريس في افق سنة 2013 ، هذا المشروع الذي كان قائما منذ السنة الماضية لكنه تأخر على اثر مقاطعة المغرب لدورة ما قبل السابقة (2008) . وحسب الرطناني فان المسؤولين المغاربة بما فيهم وزير الثقافة عبروا عن تحمسهم للفكرة ويبقى فقط اقناع المسئولين والاصدقاء الفرنسيين باهمية هذه الاستضافة. واستضافة المغرب لو تحققت حسب مدير الكتاب بوزارة الثقافة حسن نجمي فانها ستكون مناسبة لنقل جزء كبير من الادب المغربي والثقافة المغربية الى الفرنسية وستمكن الجمهور الناطق بالفرنسية بالتعرف على الثقافة المغربية بشكل أعمق والتعرف على أجيال كثيرة من المثقفين المغاربة الذي يكتبون بالعربية والامازيغية ولغات اخرى ان تترجم أعمالهم.خصوصا بعد الشراكة التي تحققت والوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج ومجلس الهجرة التي أبانت عن إمكانيات منتجة وخلاقة قد تعطي بعدا حقيقيا من شانه ان يشرف الثقافة الوطنية المغربية بالخارج.بمعنى اخر،يمكن لفكرة استضافة المغرب، ان تحققت، أن تكون بمثابة دورة ثانية من زمن المغرب .لكن هذا رهين ايضا بمدى توافق هذا المقترح مع افق تفكير وتخطيط الطرف الفرنسي.