أشغال طرق متعثرة يقطع الناس - بشكل مكوكي - المسافة الرابطة بين دوار إغلي عفان واثنين أوريكة على سيارات لاندروفير. هذه السيارات التي يُعتَبر أصحابُها - وهم من أولاد الدواوير- جنود خفاء، يشتغلون في صمت وبمقابل بسيط، ويستحقون كل خير عن خدماتهم الاجتماعية، لايعرفون العياء صباح مساء في نقل الناس وأمتعتهم وأغراضهم، ولكنهم يشتكون مثلُهم مثلَ كل ناس الدواوير من كون أشغال الطريق الرابطة بين السوق الأسبوعي -اثنين اوريكة ودواويرهم مازالت متوقفة .والخطير أنه عندما تسقط الأمطار تُصبح هذه الطريق زلِقة،فالناس قد اختاروا مكرهين بين أمْرين أمَرّين: أن يقطعوا المسافات الطويلة بين دواويرهم والسوق الاسبوعي للتبضّع سيرا على الأقدام أو يركبوا الأندروفير التي تنطلق بهم في المنعرجات الخطيرة والأوحال المهولة التي توشك أن تدفع بالسيارات إلى مهاوي سحيقة. ولقد وقعت أحيانا حوادث خطيرة واسْأل مستشفى رياض الموخة والمامونية بمراكش يخبرانك عن مآسي من وصلهما في أوقات مختلفة من المصابين جراء عدم تعبيد الطريق التي بدأ فيها مشروع الإنجاز ثم توقف هكذا فجأة ودون إشعار ولا معرفة أسباب ذلك، ومازال متوقفا ولم يُعرف لحد الآن متى تُستأنف الأشغال بهذه الطريق ؟، مما خيب ظن الناس وزرع القلق والاستياء بينهم بعد أن استبشروا خيرا واعتقدوا أن محنتهم مع الطريق قد انتهت. المدرسة بين التدفئة والتجهيز يحل بعض الأساتذة بمدارس دواوير أوريكة وكمثال على ذلك دوار إغلي عفان الذي حدث أن قام سكانه باحتجاجات لدى مدير المدرسة، يشتكون من بعض الأساتذة الذي يتصرف تجاه التلاميذ بأسلوب فيه كثير من الاحتقار واللامبالاة، وبنِيّة التصعيد للتنبيه لنوعية الأساتذة الشباب الذين يتم إرسالهم إلى دواويرهم، وإلى عدم قدرتهم على تأدية واجبهم في غياب التدفئة والتجهيز وظروف العيش الصعبة، سافر بعض السكان إلى مراكش وأودعوا شكايتهم بنيابة التعليم هناك.وقد علمنا من مصادرنا أن لجنة تفتيشية بُعثت على الفور للتحري والتحقيق.ومازال السكان ينتظرون أن يمارس أطفالهم حقهم الدستوري في التعلم والدراسة بالجدية المطلوبة،بل ويبدو أن السكان مستعدين لرفع تظلمهم إلى الجهات المسؤولة والغيورة على هذا البلد الكريم في كل مقر ومن خلال المنابر الإعلامية الوطنية. مستوصف منعدم! من العجب أن يفتقر دوار إغلي عفان وكذا الدواوير المجاورة له إلى مستوصف ولو واحد لعلاج الجروح أو الحالات البسيطة لفائدة النساء والأطفال، خاصة وأن ساكنة دوار إغلي عفان والدواوير المجاورة له تتكاثر عاما بعد عام. أما مسألة الولادة، فالنساء يعانين كثيرا وكثيرا، ولاتبدو نهاية لمعاناتهن. فالتنقل - في حد ذاته في ظرفية الحمل على الاندروفير في غياب سيارة إسعاف واحدة،إلى مستشفيات مراكش على متن الأندروفير بتلك الطريق المتوقفة الاشغال بها منذ وقت طويل، مصيبة حقيقية، وأصعب من وجع الوضع. المسجد الوحيد هناك مسجد وحيد بدوار إغلي عفان والدواوير المجاورة له، ولولا اتحاد الناس البسطاء الذين يقتطعون من عرقهم وقوت يومهم بالرغم من حالة الفقر التي يعيشونها نظرا لأن الحياة العملية منعدمة ، لما بُني طوبة طوبة.وفي نوع من التكافل ،يتم بشكل من التناوب بدورهم استضافة إمام المسجد ،الذي يتطوع في سبيل الله .أما شباب دوار إغلي عفان والدواوير المجاورة له فلا يتوفرون على تكوين من أي نوع لانعدام فرص الشغل تماما، لذلك يتوزعون بين مراكش والدار البيضاء يلهثون وراء لقمة العيش بصعوبة لإعالة أقربائهم وأخواتهن اللواتي يضِعن في غير نفع أمام انسداد أفق الشغل،ولفائدة أطفال الدوار الذين بحاجة لالتفاتة جمعيات أو مرصد الطفولة لتوفير ظروف ملائمة وصحية يحْيون فيها بشكل طبيعي.