خبراء يكشفون دلالات زيارة الرئيس الصيني للمغرب ويؤكدون اقتراب بكين من الاعتراف بمغربية الصحراء    تخليد الذكرى ال 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار السنغالية    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    موتسيبي: "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    الموت يفجع الفنانة المصرية مي عزالدين    قلق متزايد بشأن مصير الكاتب بوعلام صنصال بعد توقيفه في الجزائر    وسيط المملكة يستضيف لأول مرة اجتماعات مجلس إدارة المعهد الدولي للأمبودسمان    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية        طقس السبت.. بارد في المرتفعات وهبات ريال قوية بالجنوب وسوس    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    غارات إسرائيلية تخلف 19 قتيلا في غزة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    موتسيبي يتوقع نجاح "كان السيدات"        صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طريق الحشيش السرية
نشر في ناظور سيتي يوم 04 - 11 - 2009

مضى من الوقت كثيرا، ولم تعد تفصلنا إلا دقائق قليلة ونصل إلى مشارف دوار "تارية" هناك كنا على موعد مع أحد سكان الدوار. سيارة "الخطاف التي أقلتنا من منطقة باب تازة الجبلية لم يكن في استطاعتها أن تتوغل إلى داخل الدوار، بفعل وعورة تضاريس المنطقة. ما تبقى من مسافة سنقطعه مشيا على الأقدام من نفس سيارة "الخطاف" نزل معنا بعض سكان الدوار. كان واضحا من هيأتنا أننا غرباء عن المنطقة، لكن ذلك لم يثر فضولهم."سكان المنطقة متعودون على زيارة الغرباء لهم، لذلك تراهم لا يعيرون أهمية لهذا الأمر"، يعلق(د). إلى أحد الحمالين قائلا:"هادو مازال كيفضو الحشيش". لقد وصلنا أخيرا إلى منزل (س). الأخير وجدناه واقفا ممسكا بمصباح يدوي، حيث خص "رفاقي" الحمالة باستقبال حار. داخل حجرة وخصصا الرجل للزوار فقط، تناولنا وجبة العشاء ودار بين الجميع حديث طويل: كان أغلبه منصبا على تجارة المخدرات وحملة المخزن الأخيرة، التي تسببت في إفلاس العديد من فلاحي المنطقة، كما تحدث الرجل بإسهاب عن المبالغ المالية التي جمعها سكان المنطقة لفائدة القايد من أجل غض الطرف عن زراعتهم للكيف، الحاصول كان قلبو عامر. أحس الرجل بأنه تقل بالهضرة بزاف، فاتسأذن بالخروج ليتركنا ننام. "نخليكم تنعسو دابا" راه تمارة الكحلة تابعاكم غدا" قالها صاحب المنزل ثم غادر الغرفة وبينما استسلم (ك). و(ق)وهما الحمالان اللذان رافقا (د) للنوم، خرج هذا الأخير إلى بهو المنزل ليدخن سجارة، لم أكن متعودا على النوم في تلك الساعة (التاسعة مساء) فالتحقت ب(د). دار بيني وبني الأخير حديث قصير عن هذا الدوار الذي تعود القدوم إليه. استفسرته إن لم يكن مبيتهم هنا يشكل خطرا على صاحب المنزل. "كلشي هنا معروفين بالاتجار فالمخدرات ياك سمعتي شحال عطاو للقيد باش يخليوهم يزرعو الكيف هاد العام؟. أجاب (د) وأضاف : "كل سكان هذا الدوار شيدوا حجرة لا تبتعد عن مسكنهم مخصصة لإيواء الحمالة وتجار المخدرات الذين يفدون عليهم:" أطفأ سيجارته وطلب مني الدخول للنوم قائلا : "غدا كاين بزاف ما يتشاف، غير وجد راسك". كنت ممتنا جدا ل(د) الذي اقتنع بعد طول تردد، أن ترافقه "نيشان" في رحلته، رفقة حمالة آخرين، لكشف الطريق السرية التي تمر عبرها أطنان من الكيف والحشيش انطلاقا من هذه القرية الجبلية إلى غاية منطقة في غرب المملكة تدعى "سوق الجمعة".
كان الاتفاق بيني وبين (د) يقتضي بأن يقدمني لبائع الكيف وكذا مرافقيه الحمالة بصفتي وسيطا لأحد المهربين الأجانب البحث عن نوع ممتاز من الشيرا لاقتناء كمية مناسبة انطلت الحيلة على الحمالين عند أو لقاء بهما، غدا سأرى إن كان سينجح الأمر مع صاحب المنزل. الله يستر وصافي
صباح... الكيف
في صباح يوم مشرق وجميل، قمنا من النوم على صوت صاحب المنزل الذي كان بحثنا على القيام للإفطار قبل يبرد أتاي. بعد الفطور. دازو مباشرة الدق الصحيح. وضع صاحب المنزل أمامنا مشومين ديال أتاي. بعد الفطور، دازو مباشرة للدق الصحيح. وضع وقطعة من الحشيش. "هادي هي السلعة اللي شاف لمعلم ديالكم " قال صاحب المنزل أنداك أخرج (د) من جيب سرواله قطعة صغيرة من الحشيش وطابقها مع قدامه لنا صاحب المنزل للتأكد من أنه ينتمي لنفس العينة. لمعلم الذي تحدث عنه (س) هو البزناس الذي يشتغل لفائدته هؤلاء الحمالة والذي حل، قبل أقل من أسبوع، بهذه القرية وعاين السلعة التي ينوي اقتناءها من كيف وحشيش وقدم ثمنها، ثم غادر دون أن يحمل معه شيئا. الآن جاء دور الحمالة ليوصلوا الأمانة إليه. مر مشموم الكيف وقطعة الحشيش بين ثلاثة أيدي، قبل أن يصل دوري للمعاينة. في تلك اللحظة انتبه صاحب المنزل إلى وجودي وسأل عن هذا الضيف الجديد، ليتدخل صديقي (د) ويخبره بأنني وسيط لمهرب أجنبي وأبحث عن كمية مهمة من الشيرا ذات النوع الممتاز. آنذاك انفجرت أسارير الرجل أصبحت منذ تلك اللحظة ضيفه المدلل. إجتزنا الامتحان بسلام وبدا (س) مقتنعا بهذه الرواية التزمت بما أخبرني به (د) في السابق، حيث رفضت اقتناء مثل هذه النوعية بدعوي أنني أبحث عن ما هو أجود منها. أماما رفضي الشديد، طلب مني (س) أن أعود بعد ثلاثة أسابيع، وهي المدة التي سيوفر من خلالها ما أطلبه كما توسلني أن لا أقتني من أي شخص آخر. لا يحب الحمالة أن يخوضوا في تفاصيل التي تمت بين البزناس وصاحب السلعة فدورهم الأساسي يقتضي حمل السلعة وإيصالها في أمان فحسب لكن ذلك لم يمنع صديقي (د) من الاستفسار عن الثمن إرضاء لي حسب صفقة البيع التي تمت بين البز ناس والفلاح، فإن هذا الأخير باعه الكيلو غرام من الكيف ب 120 درهم، أما الحشيش باعه ب 7000 درهم للكيلو غرام." ولكن الحشيش اللي كاتقلب عليه نتا راه كايسوا أكثر من هاذ الثمن" همس (س) في أذني "وبشحال ؟؟"، إسأله" ملي تجي نتصاوب معاك ولكن عول على المليون"، يجيب صاحب المنزل أثناء ذلك، شرع أحد أبناء هذا الأخير في إخراج الكيف من داخل المنزل ليبسطه في قاعة كبيرة. ستبدأ الأن عملية وزن الكيف وكل حمال عليه أن يراقب الحصة التي سيحملها على ظهره، فصاحب السلعة لن يجد أي حرج في اقتطاع ثمن أي كيلوغرام يصل ناقصا إليه.
كان صاحب المنزل كريما ومنح لكل حمال كيلو غرام واحد زيادة بمثابة إكرامية منه للحمالة حسب صفقة البيع التي بين (س) والبزناس، فإن هذا الأخير اقتنى 150 كيلو غراما من الكيف، وخمسة كيلوغرامات من الحشيش. بعد الانتهاء من وزن الكيف ووضع كل 50 كليلو غرام جانبا بدأت عملية تبريد الكيف وذلك برشه بكمية من التبن المبلبل. تلك الطريقة تحفظ حبات الكيف من التساقط بفعل اهتزاز الكيف على طول الطريق.
في انتظار ذلك، ناداني صاحب المنزل وطلب من ابنه مصاحبتي إلى مكان ما، وهو يقول: "هذيك السلعة اللي جيتي كاتقلب عليها مازال ما وجداتش". أدركت ما قصده الرجل حين وجدت نفسي بعد فترة قصيرة من المشي وسط حقل من الكيف.. "شنو الفرق ما بين هاذ الكيف والكيف اللي عندكم فالدار؟ "، أسأل بن (س) فيجيب :"هذا النبتة ديالو غالية، وكتجي من باكستان وما كنزرعوش منها بزاف، الكليان ديال هاد السلعة قليل، لأن الحشيش اللي كنخرجو منها كتكون مزيانة وغالية". حسب مرافقي فإن "استثمارا" من هذا القبيل يتطلب نوعا من المغامرة، خاصة أن السلطات شمت قبل نحو شهرين حملة ضد زراعة الكيف لهذه المنطقة استعملت فيها الطائرات التي كانت تطلق مبيدات على حقول الكيف لتقضي عليها في الحين. كانت الفرصة مواتية لاتقاط صورة تدكارية مع هذا الكيف الباكيستاني الذي كانت كل نبتة منه تكاد تصل إلى طول قامتي (1.82متر) قياس الخير.
عدت إلى المنزل لأجد الحمالة قد شرعو في عملية "تشكار" ويعني ذلك ترتيب الكيف بطريقة خاصة في الأكياس التي سيحملونها فوق ظهورهم، أمضو وقتا غير يسير في هذه العملية المعقدة نوعا ما أما الخمسة كيلوكرام ديال الحشيش فقد وزنت ووضعت في حقيبة ظهر تسلمها(د) الذي كلفه البزناس بحملها. وعلاش هو بالذات؟ لأنه الأقوى جسمانيا، ولأنه حافظ الطريق مزيان والأهم من كل ذلك أنه محل ثقة البزناس حين انتهى الجميع من عملية "تشكار" بدأنا الاستعداد للرحيل كان النهار قد بلغ منتصفه بالنسبة لزملائي الحمالة الوقت مناسب جدا لبداية الرحلة خاصة أن الشمس ما ضارباش مزيان. ولأنني كنت لا أحمل شيئا فقد تكلفت بحمل المؤونة وكانت عبارة عن قارورة ماء كبيرة من سعة 5 لترات، وثلاث خبزات وميكا كحلا لم أطلع على ما بداخلها. حين سألت (د) قال لي إن بها بعض الزيتون، إوا ملي غير الزيتون ماكاين باس بدأنا رحلتنا، ودعنا (س) بحرارة وهو يدعو لنا باش ما نتلاقاوش فطريقنا مع اولاد الحرام. "واش كيقصد المخزن؟"، أسأل صديقي (د) فيجيب :ماشي غير المخزن اللي ولد الحرام فهاد الحالة، نطلبو من الله ما نتلاقاوش مع القطاطعية اللي كيتعرضو لينا باش ياخدو السلعة صحة". الله يحفظ.
ألف مرحبا بالحمال
بخطوات متسارعة كان (د) يتقدم القافلة. كان أكثر تجربة ومعرفة بمسارب الطريق ومسالكها مقارنة بالحمالين الآخرين. مع اقتراب حلول الظلام، بدأ التعب بتسلل إلى أبدان الحمالة، صوت تنفسهم السريع كان يصف حالتهم. طلب أحدهم مهلة اللاستراحة، لكن (د) رفض، معللا ذلك بأنهم أصبحوا قريبين من دوار يدعي "جبل الشراطيين". هناك سيأخدون قسطا من الراحة ويتناولون العشاء ثم يواصلون المسير .لم يصدر أي احتجاج أو رد فعل من باقي الحمالة، إذ تابعوا مسيرهم في صمت. كنت أتمنى أن يتوقفوا. أنا أيضا تعيت من المشي السريع بين الأحجار والمسالك الوعرة واخا ما هاز والو، استمررنا في المسير. قبل أن ظهر بعض الأنوار متفرقة. أصبحنا الآن قريبين من دوار يدعى" جيل الشراطيين". هناك سيأخدون قسطا من الراحة ويتناولون العشاء ثم يواصلون المسير. لم يصدر أي احتجاج أو رد فعل من باقي الحمالة، إذ تابعوا مسيرهم في صمت، كنت أتمنى أن يتوقفوا، أنا أيضا تعتب من المشي السريع بين الأحجار والمسالك الوعرة وأخا ما هاز والو. استمررنا في المسير. قبل أن تظهر بعض الأنوار متفرقة. أصبحنا الآن قريبين من "أجل الشراطيين" . اقتربنا منه كما لو أننا سندخله لكن (د) زاغ بنا قليلا عن الدوار، قبل أن يستقر بنا فوق مساحة معشوشبة. كنت أول من ألقى بجسمه من فرط التعب. لم يدم هذا الوضع إلا دقائق قليلة، ليناديني (د) ويطلب مني مصاحبته إلى داخل الدوار من أجل جلب ما نأكله لم أستطع رفض الطلب ربما تكون هذه آخر مناسبة أنفرد فيها معد (د) لأسأله عن عدة أمور، أثناء مسيرنا بادرني هو الأول بسؤاله: " إوا كيفاش جاك هاد الشي؟". أجبت بسؤال آخر: " وش غادي عند شي واحد كاتفرفو؟ ". " فهاذ الدوار ليس بالضرورة أن تعرف شخصا حتى تحصل على الأكل كل الناس هنا كرماء ولكن غير مع الحمالة "، يوضح (د) موضحا أن أي حمال مر من هنا يحصل على ما يريد من طعام وشراب حتى إلى بغا يبات معاندهم حتى مشكل بشرط أن يكون مرفوقا بسلعته فهي ضمانه الوحيد للحصول على كل هذه " الامتيازات" . وعلاش؟ يشرح مرافقي أن غالبية سكان هذه المنطقة يعتمدون في مورد رزقهم على تجارة الكيف والحشيش ويدركون أن الحمالة هم واسطتهم الوحيدة لتسويق منتوجهم أكثر من ذلك يقول (د) موضحا أن بعض شبان هذه الدواوير يعملون مخبرين لدينا ويطلعونا على أي تحرك للدرك والسلطات حتى لا نقع بين أيديهم. ماشي بحال أولاد بعض الدواور الأخرى اللي كيتعرضو للحمالة كيتكرفسو عليهم وكيخذو ليهم السلعة ديال هم سألت دال إن كان فعلا يعني ما يقول وما إذا كنا فعلا سنصادف مثل هؤلاء في الطريق؟ رد علي بكل ثقة :" كلشي ممكن، ياك كولتها ليك قبل ما نجيو؟" دخلنا إلى دوار " جبل الشراطيين" دون أن نثير انتباه أحد، أمام إحدى الدور صفق دال بقوة بيده تواني قليلة ليخرج إلينا صاحب المنزل، سلم علينا بحرارة وكان يعرف (د) جيدا ثم أشار إلينا بالدخول إلى الغرف لكن مرافقي طلب منه أن يمده ببعض الأكل والماء بدعوى أننا سنستغل جنح الظلام لمواصلة المسير، دخل إلى منزله وعاد إلينا ليطلب أن نعود بعد أقل من ربع ساعة مزيان نمشي نرتاح شي شوية مضت الربع ساعة وأكثر بقليل وعاد (د) رفقة أحد الحمالين لجلب الطعام ليعود بعد لحظات حمالين بطبق كبير من اللوبيا وخبز ساخن وقارورة ماء كبيرة أنهينا العشاء وأعاد حمال آخر الطبق إلى أصحابه ثم عاد لنستأنف المشي من جديد...
الطريق إلى مقريصات
سنسلك الأن الطريق التي تمر بمحاذاة منطقة مقريصات المحسوبة ترابيا على إقليم وزان أخبرني (د) بأننا سنسرع في خطانا لأن أولى ساعات الصباح يجب أن تجدنا في غابة تدعى " الغابة "المحروكة" الساعة تدنو من الواحدة صباحا ولا زلنا على نفس إيقاع المشي السريع، وسط تضاريس صعبة كيلو مترات تتلو أخرى وبدأ التعب والملل يتسلل إلى النفوس. جاءت البشارة أخيرا: "أصبحنا قريبين من الغابة المحروكة" تم غادين نراتاحو على خاطرنا" هكذا خطب فينا " زعيمنا" استمررنا في المسير حتى لم تعد رجلاي تقوى على حمل ولكم أن تفكروا كيف سيكون عليه الوضع بالنسبة لشخص يحمل 50 كيلوغرام. وصلنا أخيرا إلى الغابة المحروكة ولم تكن محروقة كما تصورت لكن سكان المنطقة أطلقوا عليها هذا الاسم لأنها كانت مسرحا لحريق شب بها قبل ست سنوات، قرب هذه الغابة يوجد دوار يدعى "تملا" (د) يعرف بعض الأشخاص من هذا الدوار لكن الوقت غير مناسب ليطلب منهم أي شيء تناولنا ما حملناه معنا من خبز وزيتون ما كدبوش للي كالو تمارة كاتوكل أتينا على الأخضر واليابس استعمل كل حمال حمولته كوسادة وخلد الجميع للراحة. كانت الساعة وقتها تدنو من الخامسة والنصف صباحا والجميع كان في قمة الإنهاك لكن ذلك لم يمنعهم أن يبقوا يقظين تحسبا لأي طارئ هكذا وزعوا أدوار النوم فيما بينهم على أساس أن يستأنفو المسير كان الكل مستسلما لنومه حين شرع (د) بشكل فج بحال يالا ماكاجيين في العسكر، كان القيام من النوم في ذلك الوقت أشبه بعقوبة خاصة أن ظلال الأشجار وزقزقة العصافير أظفت على المكان نكهة خاصة ولكن أش الدير؟ حين تأكد (د) من قيامنا طلب منا أن نستعد للرحيل في ما توجه هو إلى داخل الدوار " عند من مشا" أسأل أحد الحمالة " فالغالب غادي يجيب لينا الفطور "يرد هذا الأخير لم يمر كثير من الوقت ليعود (د) خاوي الوفاض. حمل كيس الكيف فوق ظهره وحقيبة الحشيش التي لم تكن تفارقه وطلب منا أن نتبعه إلى داخل الدوار، وقبل أن أستفسره عن وجهتنا وقال لي:" غادي نمشيو عند واحد السيد نفطرو عندو. لقد أصر على أن نتناول عنده وجبة الفطور ونرتاح قليلا ". هاذ جبالة بصح والله يلا ظريفين. بلحق غير مع الحمالة. استقبلنا صاحب المنزل بما يليق من حفاوة. ووضع الحمالة ما لديهم بغرفة الاستقبال طبعا ماكاينش الثقة، حسب ما عملته لا حقا من (د) فإن صاحب المنزل كان هو الآخر يتعاطى لزراعة الكيف، شأنه شأن جميع سكان المنطقة، قبل أن تحل بهم لعنة المخزن وتجرف محاصيلهم، وما زال يحافظ على علاقة ود مع عدد من الحمالة والبزناسة من داخل المغرب. ما تعرف الوقت شنو تجيب، ربما تعود الأمور إلى سابق عهدها. هذا هو أحسن من يطبق مثل "اللي بغا الكراب يصحبو فالليالي". تناولنا وجبة فطور شهية، وودعنا صاحب المنزل دون أن ينسى الدعاء لنا هو أيضا بأن لا يعترض سبيلنا ولاد الحرام.
وداعا جبالة، مرحبا بالمشاكل
مضيفنا الأخير منحنا وبعض الخبز والزيتون وبيضا مسلوقا. أثناء مسيرنا كنت أكثر افراد المجموعة إقبالا على شرب الماء. طلب (د) أن نقصد في أكلنا وشربنا فهذا الكرم الحاتمي لن نجد له مثيلا في القادم من الطريق. صافي وصلات الرسالة. (د) كان يعي جليدا ما يقول، فعند حدود دوار "تملا" نكون قد ودعنا المناطق المحسوبة على الجبل ودخلنا إلى الدواوير المنتمية إلى منطقة الغرب. هذه الدواوير بالذات تشكل مصدر قلق للعديد من الحمالة، حيث يتحالف سكان الدواوير مع السلطة والدرك وزيد عليهم حتى القطاطعية من أجل الإيقاع بحمالة الكيف والحشيش.
أحسست بذلك من خلال تصرفات مرافقي الحمالة. حيث كان أي صوت يصدر من بعيد يقابله الحمالة حيث كان أي صوت يصدر من بعيد يقابله الحمالة بتوتر شديد. استمررنا في (د) يعرف تفاصيل المنطقة جيدا، حيث كان يتوقف في أماكن محددة من أجل أخذ قسط من الراحة واستطلاع أمر الطريق قبل مواصلة المسير. سرنا كثيرا إلى أن بدأت الشمس تدنو من المغيب، وكنا حريصين على أن لا نمر بالقرب من أي دوار. "يلا شافنا أي واحد من سكان هاد الدواور يقدم يعلم القايد والجضارمية ويتبعونا"، يعلق (د). لكن الأسوأ هو أن تعترض طريقنا إحدى العصابات المتخصصة في سلب الحمالة سلعهم. كانت إحدى فترات الراحة التي أخذناها في الخلاء فترة مناسبة ليطلعني (د) على قصص ومغامرات خاض فيها صراعا مع المخزن وقطاع الطرق على حد سواء. أغلب شبان هذه الدواوير بمنطقة الغرب لا يتوفرون على مدخول قار ويتعمدون فقط على ما تجود به عليهم الزراعات المعاشية، ولأن ذلك لا يسد جميع احتياجاتهم. فقد قرروا تشكيل ميليشيات تعترض سبيل الحمالة بعد أن أدركوا أن دواوير أصبحت تشكل ممرا لحمالة الكيف والحشيش. يحكى (د) أن كثيرا من زملائه يحملون إلى اليوم آثار بعض المواجهات مع أفراد هذه العصابات. ها اللي مضروب بزرواطة لراسو. ها اللي لحمو كلو مثقب بجنوي. يستحيل أن تجد اليوم حمالا ما فيه إمارة". "وانت ما فيك والو؟"، أسأل (د) الذي رد بأن كشف عن جرح غائر يمتد من أسفل جانبه الأيسر إلى منتصف ظهره. يحكي (د) بأن هذا الجرح تسبب في هجوم إحدى العصابات حين كان رفقة مجوعة من الحمالة، "كانوا بزاف وغلبو علينا وكانو مسلحين أكثر منا. غفلني واحد فيهم وما حسيتش كيفاش جاتني الضربة. حتى وما الدم كيسيل مني"، يتذكر (د) ما وقع له قبل حوالي عامين وأضاف: "الحمية كتغلب السبع كيف كيكولو. سمحنا ليهم في الكيف اللي تقيل وفلنا ببعض الكيلوات ديال الحشيش". واش ما عمر ما طاحت الروح في مواجهات من هاذ النوع؟ لحسن الحظ لم تقع أمامي أي حال وفاة، لكن صديقنا لي أخبرني ذات يوم بأن أحد الحمالة يشتغل لفائدة بزناس آخر لقي حتفه في إحدى هذه المواجهات متأثرا بجراحة"، يجيب (د). بدا محدثي متأثرا لهذه الواقعة وهو يستطرد قائلا: "كان يمكن ليه يعيش لو كانوا دواه للطبيب، لكن صاحبو الحمالة فضلوا حمله إلى ممنزله وتلقي العلاج هناك بدعوى أنه من ذوي السوابق العدلية وأن من شان تلقيه للعلاج في المستشفى أن يثير انتباه رجال الأمن ون ثم إلقاء القبض عليه". حاولت تلطيف الأجواء بأن مازحته قائلا: " شفتك ما هاز معاك لا سيف لا زرواطة. واش معول عليا ندافع عليك؟". نجحت في انتزاع البسمة من شفتيه ليرد قئلا: "كون نعولو عليك يزنا الما. ما تخافش السلاح ديما كاين". ثم أظهر لي سكينا متوسط الحجم، وحين انتبه إلى عدم اقتناعي بما أحمله، ابتسم مجددا وكشف عن سلاحه الخفي الذي كان عبارة عن قارورتين من الكريموجين: اللي رشيتو بيها كيطيح قدامي فالحال، وكنصدق أنا اللي مكريسيه". "واش سبق ليك جربتها؟"، أسأل (د) الذي بدا منتشيا بما يحمله. "طبعا استعمالها"، يرد مؤكدا: "هادي غير شهرين تلقات لينا عصابة فطريق فدوار الرميلات اللي غادي ندوزو من حداه دابا، كنا خمسة بنا وكل واحد فينا كانو عندو جوج من هادوا. والله حتى طيحناهم بحمال الدبان وهربنا".
كان سعيدا بهذا الانتصار الذي حققه. أما بالنسبة لي فقد عرفت أنني مقبل على المرحلة الأسوأ، فلا زالت الجملة التي قال فيها "دوار الرميلات اللي غادي ندوزو من حداه دابا" تتردد في أذني، شعر (د) بتخوفي فبادرني قائلا: " ما تخافش أنا غادي ناخد وحدة وانت غادي نعطيك وحدة باش تدافع بيها على راسك". وزاد قائلا:" ليست السيوف والعصي أو حتى الكريموجين وحدهما وسائل دفاع الحمالة عن أنفسهم، فبعض الحمالة لجئوا إلى استعمال الأسلحة النارية". أش كتكول آ السي، واش كتدوي على السلاح ديال بصح؟ "طبعا السلاح ديال بصح"، يرد (د) مؤكدا: "أثناء وجودي في دوار آخر يدعى الخزانة يقع قريبا من دوار تارية صادفت عند الفلاح ثلاثة حمالة كان اثنان منهم يخفيان بين ملابسهما بندقيتين، من نوع الخماسية، هما في الغالب مخصصتان للصيد لكن هؤلاء يستعملانهما للدفاع عن أنفسهما". إيوا لاباس، كلنا ياكما داوي على الكلاشينكوف ولفرادا بحال داك الشي دال كولومبيا.
ليس شبان الدواوير وحدهم من يشكلون خطرا على الحمالة، فالصراعات بين البزناسة الكبار حول مناطق النفوذ غالبا ما يكون الحمالة هم حطبها. كيفاش؟ "إذا بلغ الصراع أشده بين تاجرين للحشيش في منطقة واحدة، فلا يكفيهما محاولة كل فرد منهما الزج الآخر في السجن من خلال الوشاية به. فقد أصبح بعض البزاسة الكبار يلجئون إلى اعتراض سبيل الحمالة المشتغلين لفائدة البزناس صاحب دعوتهم. وبالتالي سلبهم حمولتهم من الحشيش والكيف. هاد الشي علاش كتلقا كل بزناس عندو عصابة ديالو"، يستفيض (د) في الشرح، إيوا المخزن شنو كديرو معاه؟ مرافقي قال لي إن المخزن في منطقة الجبل ككون مشري والتالي يمرون بسلام إلى حدود دخولهم إلى هذه الدواوير: " في بعض المرات كانتفاصلوا مع الجضارمية. يلا ماطمعوش بزاف كنعطيوهم شي بركة ديال الفلوس أما يلا بغاو يطبقو القانون، هاديك الساعة كنديو معاهم القانون ديالنا"، يقصد بذلك أن الحمالة قد يدخلون في مواجهات مع رجال الدرك إذا اقتضى الأمر. يحكي (د) إحدى هذه الوقائع قائلا: في إحدى المرات طاردتنا دورية للدرك. آنذاك كانت الحملة ضد زراعة الكيف والحشيش على أشدها. صعدنا إلى قمة الجبل بعد أن كنا قريبين منهم. تسنينا باش يوصو علينا، ولكن بان بلي ما عندهمش مساكن الركابي. وهكذا مرت المطاردة بسلام. ليس في كل مرة تسلم الجرة، ففي إحدى المطاردات تواجه الحمالة وجها لوجه مع دركيين نصبوا لهم كمينا: عطيناهم ألف درهم وكلنا ليهم خليونا نمشيو، ولكن ما بغاوش، حطينا الكيف والحشيش وكيسحاب ليهم استسلمنا لكن كل واحد منا خرج من جنابو سيف وكلنا ليهم يا إما تخليونا نمشيو، يا إما نوليو كلنا دم". يستمر مرافقي في الحديث حول هذه الواقعة مؤكدا أن رجال الدرك سلموا بالأمر الواقع وتركوهم يرحلوا بسلام، واقعة طريفة عاشها (د) مع أحد رجال السلطة. "في أحد الدواوير تعقبنا شيخ وحين كنا نرتاح تقدم ونحونا وقدم نفسه بصفته المقدم وطلب منا بكل جرأة أن نتبعه إلى مقر القيادة لنسلم أنفسنا للقايد". إيوا شنو درتو معاه؟ "حشمت منو وعطيتو 50 درهم وكلت ليه هاك آ الواليد تقضا لوليداتك شي حاجة. خدا الفلوس أو ورانا منين ندوزو، وحتى هو دعا معانا باش ما يتعرضوش لينا ولاد الحرام"، يجيب (د). سرقنا الحديث وحان موعد الرحيل. بعد قليل سنمر بالقرب من دوار "الرميلات" حيث دأبت العصابات على اعتراض سبيل الحمالة. واش ناخد الكريموجين نديرها عندي ولا بلاش؟ فوضت أمري إلى الله وواصلت المسير. دابا عاد عرفت الواليد علاش كان كيدعي معايا وكيكول ليا الله يخرج سربيسك على خير.
على سلامتنا
أصبحنا على مقربة من دوار "الرميلات"، الذي لا يبتعد عن مدنية صغيرة تدعى "حد كرت" إلا بنحو كيلومترين. كانت أعصاب الجميع مشدودة تلتهم قسطا من يوم مشمس طاردتنا فيه أشعة الشمس لتعمق من معاناتنا. خلال طول الطريق كنت أردد مع نفسي: "هنا غادي يتلاقاونا". لم أكن وحدي من كانت تسكنه هذه الوساوس، أحد الحمالة شدها فقلبو حتى صبر وأخيرا قالها: "اللهم ملقاك مع المخزن ولا مع القطاطعية". الله يستر منهم بجوج، لم تعد تفصلنا عن آخر نقطة للوصول إلا ساعات قليلة. ركب (د) رقما هاتفيا وأجرى اتصالا كان واضحا أنه مع البزناس صاحب السلعة، أطلعه على مكان وجود المجموعة. انتهى الاتصال و(د) يردد لكثر من مرة". فضلنا البقاء مختبئين في أحد الأماكن البعيدة عن الدوار في انتظار حلول الظلام. "آسيدي اللي خلاتك خليها"، هكذا أقتنع أحد الحمالين (د) بجدوى الانتظار. عاد (د) وركب نفس الرقم وأخبره بأن المجموعة ستنتظر حلول الظلام ثم تنطلق مجددا. استغل الجميع فرصة نزول الظلام وأخذنا قسطا من الراحة، وفي واقع الأمر لم تكن جد مرتاحين، فكل فرد فين كان مسكونا بوسواس المخزن والقطاطعية. الخوف كاين والجوع حتى هو. تناولنا ما تبقى من الخبر وزيتون كنا حملناه معنا من دوار "تملا". مجرد صوت أو حركة بسيطة كان يستنفر حواس الجميع. أدركت من ردة أفعالهم صعوبة الوضع الذي نوجد فيه. كلما بدأ الظلام يزحف تدريجيا، كلما تضاعف أملنا في النجاة. حلت ساعة الصفر، التفت إلينا (د) وطلب منا الاستعداد للمغادرة. بدأنا المسير بخطوات ثقيلة قبل أن يتحول الأمر إلى ركض، فالحمالة يدركون أن قضاء مزيد من الوقت في هذه المنطقة يعني تعرضهم للخطر. بقينا على هذه الحال مدة من الزمن : جري وتوقف واختباء بين الأشجار وحقول القصب. وفي كل مرة كان يتكلف أحد الحمالة الثلاثة بالخروج مستغنيا عن حمولته لاستطلاع الوضع ثم العودة إلينا من أجل إطلاعنا عن حالة الطريق. يقينا على هذا الحال أكثر من 6 ساعات لم أعلم أننا وصلنا إلى المحطة الأخيرة إلا حين أجرى (د) مكالمة هاتفية مع البزناس ليخبره بإنهم أصبحوا قريبين جدا من المكان. سألته عن مكان وجودنا فرد بأننا نوجد بالمحاذاة من واد سبو وبالضبط قرب قرية تدعى "سوق الجمعة" أخبرني أن قاربنا سينتظرهم من أجل نقل شحنة الكيف والحشيش إلى مكان تخزن فيه داخل هذه القرية حيث من هناك يسهل إدخال هذه المخدرات إلى داخل المدن المغربية أو الاقتصاد على ترويجها في منطقة الغرب. كان يعني ذلك أيذانا بنهاية رحلتي مع الحمالة. تدبرت أمري لأصل إلى أقرب مدينة وهي سيدي قاسم كنت منهكا من شدة التعب والجوع، لكن تعبئ لن يوازي قطعا الحالة التي كان عليها الحمالة، هم الذين أمضوا يومين مشيا على الأقدام وهم يحملون فوق ظهورهم 50 كيلوكراما من لكيف. فعلا تعب كلها الحياة.
نيشان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.