هي صفعات توالت على خدي فاتنة الأطلس، انكسارات وخيبات أمل زادت المدينة ألما على ألم. بدأت بالانقلاب على المسار الديمقراطي عقب الانتخابات الجماعية الأخيرة، واستمرت بالتلاعب بالإعانات المقدمة لفقراء المدينة وإعادة تفعيل الروتين الإداري عبر تعطيل مصالح الساكنة الصفريوية، وبلغت ذروتها بتحويل المشاريع المبرمجة في المدينة والذهاب إلى أبعد من ذلك بإلغاء مشاريع حظيت بتدشين جلالة الملك لتصل إلى حد إهانة كرامة المرأة الصفريوية في يوم عيدها الأممي أمام الملأ و«تكريم» عامل الإقليم في نفس اللحظة لصمته على كل هذه الانكسارات! الصفعة التي تلقتها التلميذة (ح.إ) على يد المستشارة المحترمة بالغرفة الثانية - وزوجة برلماني الإقليم - والتي اختارت لها السيدة المستشارة التوقيت المناسب، أي مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، تمثل صفعة على جبين كل نساء المدينة الفاتنة صفرو، تمثل إهانة على جبين رجال عاصمة حب الملوك ولعل هذا هو السبب الذي جعل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة صفرو تتبنى موقف الدفاع عن كبرياء الصفريويين ليس بالإدانة فقط بل بالدفع في اتجاه متابعة من سولت له نفسه إهانة تلميذة أمام الملأ، فهل اختلط الأمر على السيدة المستشارة وظنت أن الواقفة أمامها خادمة في بيتها؟ أم أنها أرادت أن تبين للجميع مهارتها في توزيع الصفعات ولسان حالها ربما يقول « يدي طويلة ولساني مطلوق والله يعميها لشي واحد أو وحدة راه الحصانة كاينا والسلطة مايلا ..!» هكذا قدر عاصمة حب الملوك، المدينة المناضلة ثاني بلدية في تاريخ المغرب، قدرها أن تتقبل الصفعات مادام الأمر يتعلق بحصانات وزارية وبرلمانية بغرفتيه، قدرها أن تعيش مرحلة السبات الجماعي في انتظار المجهول، قدرها أن تكفكف دموعها وهي تشهد أكبر عملية تدمير بيئي في قلب رئة المدينة حيث الاسمنت السرطاني يزحف ببطء، حيث ساكنة المدينة القديمة تنام الليل وهي تشك في أنها ستستيقظ في اليوم الموالي ليس تحت الأنقاض، قدرها أن يقضي شبابها الساعات الطوال في رأس الدرب أو المقاهي أو النزوح نحو فاس لتمضية الوقت مادامت المدينة تفتقد لفضاءات للتسلية، قدرها أن تتوالى عليها الصفعات مادام من يفترض فيهم حماية المواطنين من كل شطط كيفما كان لهم مهام أخرى يسارعون الزمن لقضائها قبل أن تذهب البركة مع الحركة..!