تهز انفجارات عنيفة مجهولة المصدر، منذ أزيد من أسبوعين ، أرجاء كبيرة من القرى المتواجدة في حدود المجال الترابي التابع إداريا لجهة فاس بمحاذاة جبال بويبلان . حالة من الهلع والرعب يعيشها سكان الدواوير منذ اليوم الأول لوقوع هذه الانفجارات والمستمرة لحد الآن بشكل متتال وبوتيرة غير منتظمة، حيث ظن الأهالي في البداية أن الأمر يتعلق بزلزال وارتدادات لكن مع توالي وتيرة الاهتزازات وأصوات الانفجارات تبين للجميع بأن الأمر يبدو وكأنه تفجير في المقالع بالرغم من كون المنطقة جد بعيدة عن المقالع. هذا وبالرغم من إخبار السلطات العمومية بالأمر، إلا أنها لم تتحرك لزيارة المنطقة أو على الأقل طمأنة سكان الدواوير وتبديد مخاوفهم ، وقد علمنا من عين المكان عند زيارتنا للمنطقة، بأن فريقا مختصا سيحل يومه الاثنين بالمنطقة للقيام بالتحقيقات ومعرفة أسباب الانفجارات. سكان دوار امغيلة بجماعة امكودو ، المنطقة المتواجدة على القمة المقابلة لجبال بويبلان بإقليم تازة، أفادونا بأن الاهتزازات تصيب الجميع بالرعب خوفا من تهدم منازلهم، وقد صرح لنا عز الدين شهبون، مستشار جماعي بالمجلس القروي أولاد امكودو وهو ابن الدوار، بأن الأمر لايتعلق بدوار امغيلة فقط بل أيضا بمجموعة من الدواوير والقرى المجاورة كاولاد بوعلي و أولاد بوعربية وأيضا جماعة الدار الحمراء، وسكان اشملالن هم أول من أعلم السلطات المحلية. وأضاف بأن لجنة كان من المقرر أن تزور دوار امغيلة الا أنها توجهت الى عين سبو وبالضبط إلى المكان المسمى الكارة حيث وقع تشقق للجبل! حادثة الانفجارات كانت قد وقعت السنة الماضية في نفس الفترة ، إلا أنها كانت بدرجات أقل الى أن فاجأتهم هذه السنة بهذه الحدة. وأضاف بوزوف عبد العزيز أن هذه الانفجارات تتم ليلا في غالب الأحيان وأنها تحرمهم من النوم حيث يستيقظون مذعورين أحيانا كثيرة. كل من صادفناهم هنا كانوا لا يخفون تخوفاتهم من وقوع كارثة لاقدر الله ، إذ أن بعض السكان وبعد أن تعذر عليهم معرفة حقيقة ما يقع ، عبر الجهات الرسمية، قاموا بالبحث بواسطة الانترنيت لتفسير الظاهرة ومدى خطورتها ! فمنهم من فسرها بكونها ناتجة عن حركة الصخور الغازية ، على حد تعبيرهم، حيث تصطدم بعضها ببعض في عمق الأرض فتنتج عنها انفجارات وشقوق، ومنهم من رد الأمر الى المياه المتسربة الى داخل الكهوف وعبر الشقوق لتملأ الفضاءات الفارغة تحت الأرض وتقوم بإذابة الصخور الطينية ومن ثم تعزل الصخور الكلسية لتتهاوى بعد ذلك في مرحلة ثانية ، وقد يتسبب تهاوي هذه الصخور في انهيار سطح الجبل ، مما يشكل خطرا على السكان!