أندري فلتر الشعرُ يتحدَّى الزَّمن. الشعر يُجيد الكلام ، يُعلّم ما تُخفيه السَّماء. الشعرُ يأتي من عَالم ما قبل النُطفة. في لحظة ما وراء المَجيء. في شساعة الواقع. الشعرُ نورُ المُضاعف. نارٌ تسودُ خارج ألسنة اللَّهب. أثرٌ يُجسّد الآتي. الشعرُ ليلٌ باهرُ الصفاء . فجرٌ مُفعَم بالندى. ظهيرة قائظة . إيقاعٌ وغايةُ كلّ حياة مُغامرة. الشعرُ وثبةُ المُراهقة الأبدية. رغبة ٌٌهوجاء. سُرعة بارقة. كينونة مُدوّخة. جنونُ الرحيل. مثلُ ركض حصان فوق أرض الدم. مثلُ شمس تسيل بين الشفتين. والأبدية تقدم نفسها قربانا للغرباء... نحنُ بضعة أناس وُلدنا على سفر. كنَّا أحرارا مثل الطُّيور. كنا متحررين من غُبار الجذور و الشفرات. زادُنا الوحيدُ، كان، حليبَ الغيوم. وكان بعضُنا الآخر يجري فرحا في أرض الله الواسعة. نسقط على ترابها. نتدحرج مَوجا فوق حَصاها . نخترعُ ممالك بعدد النجوم من أجل مُتعة تبذيرها. لا توجدُ الإمبراطوريات إلا بين أيدينا. لا توجدُ غزواتٌ إلا هنا والآن. كبرياء زائدة. حماس. غفلة. طاقة مفترسة في آخر المطاف. لأنَّ الشاعرَ يستعيدُ في النهاية أدوات ِالمسّاح و فكرَ الداَّهية. لأنَّ الشاعرَ يواجه فوضى العالم ببوصلته القاطعة. حسَّاسٌ. واقعي دون أوهام. يِؤاخي وحيشَ البشر أخوة صافية. يُشرعُ لصعقة الجمال أبوابَ البراءة الشاسعة. يُخفي في جيبه خريطةَ المستحيل. وهكذا يستطيعُ الشاعرُ دوما أن يبتكر قَصبَ السبق. - - - (*): نص الكلمة التي كتبها الشاعر الفرنسي الكبير أندري فلتر بمناسبة اليوم العالمي للشعر، 21 مارس 2010، بطلب من «بيت الشعر في المغرب»، وهي الكلمة التي يتناوب على كتابتها سنويا كبار الشعراء العالميين تحية منهم لخطو الشعر والشعراء لكسب قصب السبق...