الويكاند أو عطلة نهاية الأسبوع بالإنجليزية، ثقافة ليست بالجديدة على المغاربة إذ كانت تتخذ طابعا تقليديا تمتزج فيه العادات والتقاليد المغربية بالتواصل العائلي والترفيه عن النفس بعد أسبوع من العمل. لم يكن الأمر كماهو عليه الحال الآن. كانت الأمور تسير بشكل جد طبيعي وكان الأمر يتعلق بسلوك وعادة عائلية أسبوعية بشكل تلقائي، لم يكن «ويكاند» سياحيا، كما هو الحال بالنسبة للبعض اليوم بل كان فرصة لتبادل الزيارات العائلية أحيانا والتمتع بأشعة الشمس بين أحضان الطبيعة. اليوم كل شيء تغير، فطعم الويكاند الذي أضحى أكثر حلاوة بالنسبة لمجموعة من الميسورين حيث الليالي الدافئة في الفنادق و المطاعم الفخمة مع الأسر أو بدونهم، أصبح أكثر مرارة بالنسبة لشريحة كبيرة من المواطنين الذين لاوجود للويكاند في ثقافتهم. فالأولوية للقوت اليومي ونهاية الأسبوع بالنسبة لهم لايمكن أن تكون إلا فرصة للنوم والبقاء في المنزل لأخذ قسط من الراحة وفي أحسن الأحوال احتساء فنجان قهوة مع الأصدقاء في مقهى الحي أو المدينة. الاهتمام بالويكاند يختلف من شخص لآخر بحسب الظروف العامة، فهو مرتبط بمستوى الدخل الشهري وبمستوى الوعي والتحصيل المعرفي، والمجال الذي ترعرع فيه مدينة كانت أم قرية وشريحة الأصدقاء الذين تتم مخالطتهم والوضعية الاجتماعية بشكل عام. البعض يفضل قضاء نهاية أسبوعه ملازما منزله وسط أسرته لسبب أو لآخر، فالإمكانيات المادية تشكل العائق الأساسي للكثيرين ممن يظلوا حبيسي منازلهم أيام السبت والآحاد، يكتفون بجولة في الحي واحتساء فنجان قهوة مع الأصدقاء يوم السبت والذهاب إلى حمام الحي يوم الأحد ومتابعة البرامج التلفزية. البعض الآخر يشكل يوما السبت والأحد بالنسبة له الفرصة الوحيدة لزيارة الأصهار وقضاء يوم كامل معهم ومنهم من يفضل مجاراة زوجته والاكتفاء بجولة بعد الظهر في قيساريات الأحياء أو في متنزهات المدينة على قلتها. البعض الآخر يفضل بين الفينة والأخرى الخروج مع العائلة إلى الغابات المجاورة للمدن، وقضاء يوم كامل في الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدينة. يبقى العائق الكبير بالنسبة لمجموعة من المواطنين خلال نهاية الأسبوع هو مشكل وسيلة النقل بالنسبة لمن ليس لديهم وسيلة نقل خاصة، ويستعملون وسائل النقل العمومي . فاشكالية التنقل تعيق تحرك الكثير من الأسر خلال نهاية الأسبوع وتدفعهم للمكوث في منازلهم هربا من جحيم المواصلات والاكتفاء بالتحرك مشيا على الأقدام. تختلف طرق قضاء الويكاند عند المغاربة كل بحسب طاقته ومستوى تفكيره وتكوينه، لكن النقطة الوحيدة التي يجمع عليها كل المغاربة أن المغرب لايزال يفتقر لمجموعة من الفضاءات والمتنزهات التي من الممكن أن يقضي المواطن فيها نهاية أسبوعه بين الأصدقاء أو الزملاء أو في جو عائلي حميم.