دخل فريق حسنية أكادير مباراته ضد شباب المسيرة، برسم الدورة 21 وهو محروم من خدمات ثلاثة عناصر أساسية، ويتعلق الأمر بخالد السباعي الغائب لحصده أربعة إنذارات، وياسين الرامي وحفيظ ليركي الغائبان بسبب الإصابة. ولأن خصم اليوم يعتبر منافسا عنيدا سبق له أن تفوق على الفريق الأكاديري، فإن هذا الأخير في أعين جمهوره كان مطالبا برد الدين في مباراة مفتوحة على كل الاحتمالات، ويقودها حكم من عصبة الغرب يبدو أنها المرة الأولى التي يدير فيها مقابلة بقسم الصفوة، ويتعلق الأمر بالحكم عبد الكريم أميح. خلال الشوط الأول انطلقت المباراة على إيقاع رياح قوية نسبيا هبت هذا اليوم على أكادير، وشكلت قوة دفع للحسنية التي بادر لاعبوها طيلة هذا الشوط إلى تكثيف حملات هجومية لم تكن في أغلب الأحيان تخلق الخطورة أمام مرمى الحارس الصحراوي عشوبي، بفعل حالة الاختناق التي خلقها الفريق الزائر الذي لعب بخطة 1 - 5 - 4، مما أتاح له كثافة عددية على مستوى خط الوسط ساعدته في خنق العمليات الأكاديمية، ودون إغفال دور الرياح التي كانت تمنع اللاعبين من التحكم الجيد في الكرة التي كانت تطوع، في الغالب، في الأعالي بدل اعتماد الكرات والتمريرات الأرضية. وهكذا أتيحت فرصة واحدة محققة للمحليين، كان من ورائها الشجيع، وأنهاها التدخل الحاسم للحارس عشوبي (31). وبعدها مباشرة أهدر الزوار فرصة بواسطة معاوي. وكان ينبغي انتظار الدقيقة 38 لنرى الفريق الأكاديري يوقع على هدف السبق، وذلك من ضربة زاوية نفذها القصيري وعالجها أوسمان كويطا برأسية استقرت في الشباك. وقد زادت حدة الهجومات الأكاديرية خلال الدقائق الأخيرة من هذا الشوط، أهمها محاولتان أخطأتا الإطار لكل من الماتوني والعبيدي. خلال الشوط الثاني، ورغم استفادة الزوار بدورهم من عامل الرياح، واصل الأكاديريون ضغطهم الهجومي عن طريق الأجنحة (العلوي الاسماعيلي يمينا، وجمال العبيدي يسارا)، مما خلق عدة فرصا للتهديف، وارتباكا حقيقيا في معترك الزوار. و سيثمر هذا الضغط هدفا ثانيا كان من ورائه مجددا المهاجم كويطا الذي بدأت تحركاته كرأس حربة تنسي الأكاديريين هدافهم الإيفواري جيرار الذي غادر إلى سويسرا. الزوار بدورهم حاولوا تدارك الموقف، وكثفوا من هجوماتهم التي مكنتهم في حدود الدقيقة 76، من توقيع هدف أول أعطاهم بعض الأمل في إمكانية تحقيق التعادل. وكان من وراء هذا الهدف اللاعب بزداوي. ولكن هذا الضغط الذي مارسه لاعبو شباب المسيرة خلق بعض الفراغات التي لم يتردد الأكاديريون في استغلالها، مما سيمكنهم، في حدود الدقيقة 90، من القيام بمرتد هجومي سريع قاده البيساطي وقذف بقوة مرغما الحارس على إخراج الكرة بصعوبة إلى الزاوية، التي انتهى تنفيذها برأسية لرضوان الفوقي أعطت الهدف الثالث، وأمنت انتصار الأكاديريين، كما جعلتهم في نفس الوقت يردون دين هزيمة الذهاب.