يحتضن مقر المجلس الأوربي بستراسبورغ نهاية الشهر الجاري ندوة علمية ستقارب موضوع «تكوين الأطر الدينية وتعليم الإسلام في أوربا» يشارك فيها عدد من العلماء المسلمين والباحثين المهتمين بالحقل الديني المنتمين إلى فضاء الاتحاد الأوربي وثلة من الأطر من البلدان الإسلامية. وسيناقش المشاركون في هذا اللقاء العلمي، الذي ينعقد برعاية من الكاتب العام للمجلس الأوربي، على امتداد يومين (29و30 ماس) ضمن أربع جلسات محاور «مسألة التشريع الأوربي والتعليم الديني في أوربا»، «تعليم الإسلام في أوربا»، «التشريعات الأوربية وتكوين الأطر الدينية»، و«تعليم الأطر الدينية المسلمة: التحديات والآفاق». وتشكل مسألة «تكوين الأطر» و«التعليم الديني» و«الاندماج دينيا وفق التشريعات الأوربية، أهم المعضلات التي تعترض دول الاتحاد الأروبي من جهة والدول الإسلامية مصدر المهاجرين المسلمين إليها من جهة ثانية، حيث منذ سنوات والنقاش مفتوح في الضفتين من أجل الوصول إلى نموذج أوربي لتكوين الأطر والتعليم في المجال الديني أو أيضا «البحث وصياغة» نموذج ديني اسلامي مقبول. هكذا، فإن المغرب، الذي يشارك في فعاليات هذا الملتقى العلمي من خلال عدد من العلماء والخبراء المغاربة من ودول الاتحاد الأوربي المغرب شدد، كما توقفت عند ذلك المشاورات واللقاءات المنعقدة مؤخرا بالمغرب على «ضرورة إعادة النظر في طبيعة التكوين الفقهي والشرعي الذي يتلقاه الأئمة والأطر الدينية بشكل عام الذين يباشرون مهام التوجيه والارشاد في أوربا»، كما جدد غيرما مرة التأكيد على «ضرورة إعمال النظر بخصوص الأطر الفكرية والفقهية التي تحكمت في ولادة النماذج الاسلامسة داخل المجتمعات الأوربية والفرنسية على الخصوص». كما أن المغرب يواصل هو الآخر من جانبه، نظرا لتواجد عدد كبير من الجالية المغربية في دول الاتحاد الأوربي، جهوده منذ مدة ليست بالهينة «البحث عن صياغة نموذج مغربي للتدين» بالمهجر. هذا النموذج الذي وإن كان يمتلك نظريا من المقومات المعرفية ما يمكنه من استيعاب التحولات والتحديات التي يعرفها السياق الأوروبي فواقعيا يسجل «نقصا كبيرا في تحويل أسس وروح النموذج المغربي إلى واقع يجيب على تطلعات المسلمين في أوروبا». غير أنه إلى حدود الآن ما تزال تعترضه صعوبات لأجل تحقيق هذا النموذج، وتشخيصه للوضع الديني بالمهجر أكد أن من أبرز الإشكالات التي يواجهها الاسلام في الديار الأوربية تتعلق بالأساس ب«مسألة المرجعية والنموذج». ويذكر أن الإحصائيات المتوفرة حاليا، تشير إلى أن مجموع عدد الجالية المسلمة في أوربا بأكملها يصل إلى حوالي 54 مليون مسلم ومسلمة، من بينهم ما يقارب 16 مليون مسلم ومسلمة من مختلف الجنسيات يعيشون بدول الاتحاد الأوربي إلى جانب معتنقي الإسلام من جنسيات دول الاتحاد الأوربي الذين يتوقع أن تصل مسبتهم حوالي 20 بالمائة من سكان أوربا في في أفق 2015. وللإشارة تعتبر كل من فرنسا، ألمانيا، هولندا وبلجيكا من بين الدول التي خطت خطوات مهمة من خلال تبنيها فكرة التكوين بالإضافة إلى بحث صيغ لتجاوز معضلات «التكوين التأطير والتعليم في المجال الديني الاسلامي، وكذا تدبير الحقل الديني، بالنظر للكم الهائل من عدد المهاجرين المسلمين ومعتنقي الاسلام الذين يعشون على أراضيها، وذلك باشراك عدد من الفاعلين من بينهم الجالية المسلمة المقيمة على أراضيها في تدبير الحقل الديني.