تنطلق يومه الاثنين بمقر مجلس أوربا بستراسبورغ أشغال الندوة العلمية «الاسلام في اوروبا: تكوين الأطر، التربية الدينية وتدريس الفعل الديني»، التي ينظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج بتعاون مع المسجد الكبير بستراسبورغ وتحت رعاية الأمين العام لمجلس أوروبا. وسيناقش المشاركون في هذا اللقاء العلمي، الذي يتميز بحضور دار الحديث الحسنية ومساهمة أزيد من 150 باحثا ومتخصصا مهتما بالحقل الديني وجامعيين وجمعويين ينتمون، بالإضافة إلى المغرب، إلى كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وانجلترا ولبنان والمغرب، على امتداد يومين ضمن أربع جلسات مسألة «التشريع الأوربي والتعليم الديني في أوربا»، «تعليم الإسلام في أوربا»، «التشريعات الأوربية وتكوين الأطر الدينية»، و«تعليم الأطر الدينية المسلمة: التحديات والآفاق». وسيستعرض مجلس الجالية المغربية بالخارج خلال هذا اللقاء العلمي، الذي يؤطر في ذات الآن فعاليالته بمساهمة عدد وازن من العلماء والخبراء المغاربة آفاق تجربة المغرب في مجال تكوين الأطر الدينية المسلمة. ويعتبر ملتقى ستراسبورغ، الذي يروم مجلس الجالية المغربية في الخارج أن يكون محطة للتفكير في الإشكاليات الدينية المرتبطة بالمهجر وتعزيز نقاش هادئ ومسؤول حول إشكالية التربية الدينية والتعليم في الشأن الديني بما ينسجم وتكوين الأطر الدينية، الثالث من نوعه الذي ينظمه المجلس بعد لقاءين احتضنتهما كل من مدينتي فاس والدارالبيضاء على التوالي شهري مارس ويونيو من السنة الماضية. وشدد المغرب، كما توقفت عند ذلك المشاورات واللقاءات المنعقدة مؤخرا بالمغرب على ضرورة إعادة النظر في طبيعة التكوين الفقهي والشرعي الذي يتلقاه الأئمة والأطر الدينية بشكل عام الذين يباشرون مهام التوجيه والإرشاد في أوربا، كما جدد غير ما مرة التأكيد على ضرورة إعمال النظر بخصوص الأطر الفكرية والفقهية التي تحكمت في ولادة النماذج الإسلامية داخل المجتمعات الأوربية. وبالموازاة، تشكل مسألة تكوين الأطر والتعليم الديني والاندماج دينيا وفق التشريعات الأوربية، واحدة من اهم انشغالات عدد من دول الاتحاد الأروبي من جهة والدول الإسلامية مصدر المهاجرين المسلمين إليها من جهة ثانية، حيث منذ سنوات والنقاش مفتوح في الضفتين من أجل الوصول إلى نموذج أوربي لتكوين الأطر والتعليم في المجال الديني أو أيضا البحث وصياغة نموذج ديني اسلامي مقبول. ينعقد هذا اللقاء العلمي بعاصمة منطقة «الألزاس»، التي كانت إلى حد غير بعيد جزء من ألمانيا، على ايقاع مد مناهض لبناء صوامع المساجد تعيشه المانيا منذ أول أمس السبت تقوده مجموعة المانية مناهضة للصوامع وانخرطت فيه أحزاب «يمينية شعبوية» ممثلة عبر أحزاب يمينية متطرفة من عدد من بلدان الفضاء الاوروبي تروم ان تذهب أبعد مما وصلت إليه سويسرا عبر تفكير المشاركين فيها بتنظيم استفتاء شعبي لمنع الصوامع على التراب الألماني في مرحلة أولى ثم التراب الأوروبي في مرحلة مقبلة. ويذكر أن الإحصائيات المتوفرة حاليا، تشير إلى أن مجموع عدد الجالية المسلمة في أوربا بأكملها يصل إلى حوالي 54 مليون مسلم ومسلمة، من بينهم ما يقارب 16 مليون مسلم ومسلمة من مختلف الجنسيات يعيشون بدول الاتحاد الأوربي إلى جانب معتنقي الإسلام من جنسيات دول الاتحاد الأوربي الذين يتوقع أن تصل نسبتهم حوالي 20 بالمائة من سكان أوربا في أفق سنة 2015.