أكد رئيس الشركة المدنية العقارية للمسجد الكبير لستراسبورغ السيد فؤاد دواي أن إدراج تدريس الديانة الإسلامية في المدراس العمومية الأوروبية سيمكن من إعادة مبدإ الإنصاف بين مختلف الأديان المعترف بها في أوروبا. وأوضح السيد دواي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الندوة الدولية حول "الإسلام في أوروبا: تكوين الأطر والتربية الدينية وتدريس الدين" المنظمة بمبادرة من مجلس الجالية المغربية بالخارج، أنه ينبغي لذلك الشروع في أعمال ملموسة أكثر لصالح الإسلام في فرنسا وأوروبا عبر التزود ببنيات عمومية ذاتية، خاصة في مجال تكوين الأطر. وأضاف أن مقاربة من هذا النوع ستشكل جدارا ينتصب أمام أية قراءة خارج السياق للنصوص المقدسة في الإسلام لقطع الطريق أمام جميع أشكال الانحراف والتطرف. وفي هذا السياق ،أبدى السيد دواي اسفه للتأويل المغلوط ولتوظيف الإسلام أداة لأغراض إيديولوجية أو لمطالب اجتماعية، مبرزا أهمية اعتماد تأطير مستمد من المبادئ الإسلامية الحقة. وقال إن تدريس الدين الإسلامي يقتصر حاليا على الإطار الجمعوي والمساجد أمام طلب متزايد للآباء من أجل التعليم الثقافي والديني للأجيال الشابة الناشئة في بلدان الاستقبال. كما دعا إلى إحداث كلية أوروبية للديانة الإسلامية على غرار مؤسسات التعليم الكاثوليكي البروتستانتي، موضحا أن عددا من الشخصيات الدينية والعلمية والسياسية تساند هذا المشروع الطموح. في ما يخص دور المسجد الكبير لستراسبورغ، أشار السيد دواي إلى أن هذه المؤسسة الدينية انخرطت في إصلاحات تتعلق تدبيرها وعلى مستوى بنياتها عبر الفصل بين ما هو ثقافي وديني. وقال إن المسجد تحول بذلك إلى مرجع حقيقي ووجهة للاستشارة من قبل مختلف المصالح الفرنسية، خاصة القانونية والاجتماعية والثقافية والدينية. وأشار السيد دواي بهذه المناسبة إلى بناء المسجد الجديد الذي سيتوفر على مركز للتكوين ومكتبة للديانات ، موضحا أن هذا المشروع يندرج في إطار مقاربة للمواكبة. كما أعرب عن أمله في أن تساهم الجامعات الكبرى بالعالم العربي والإسلامي في تكوين أطر المسجد الكبير لستراسبورغ، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الوضعية المتميزة للمسلمين الذين يعيشون في أوروبا. وأبرز السيد دواي خلال هذا الملتقى الذي يمتد ليومين أن تكوين الأطر المسلمة، الذي يشمل أيضا مدرسي الدين، يبقى أولوية بالنسبة للمسجد الكبير لستراسبورغ. وتنعقد الندوة الدولية حول "الإسلام في أوروبا: تكوين الأطر والتربية الدينية وتدريس الدين" بمقر مجلس أوروبا بستراسبورغ وتنظم بتعاون مع المسجد الكبير لستراسبورغ وتحت رعاية الأمين العام لمجلس أوروبا.