انطلقت، اليوم الاثنين بمجلس أوروبا في ستراسبورغ، أشغال ندوة دولية نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج حول "الإسلام في أوروبا: تكوين الأطر والتربية الدينية وتدريس الدين"، بمشاركة 150 خبيرا في المجال الديني يمثلون بلدانا مختلفة، من بينها المغرب. وتتوخى هذه الندوة، التي ينظمها المجلس بتعاون مع المسجد الكبير لستراسبورغ و تحت رعاية الأمين العام للمجلس الأوروبي، على الخصوص، إثراء النقاش حول إشكالية التربية الدينية وتدريس الدين بما ينسجم وتكوين الأطر الدينية. وسينكب جامعيون وفاعلون ثقافيون وجمعويون، قدموا من فرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا العظمى وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا ولبنان، على مدى يومين على بحث القضايا المتعلقة بتدريس الدين في المدارس العمومية الأوروبية ومراكز تكوين الأطر الدينية المسلمة في الاتحاد الأوروبي، وتجربة التكوين المستمر في العلوم الدينية، وكذا المضمون العلمي والبيداغوجي وما يتصل بتكوين الأطر المسلمة. وتندرج هذه الندوة الدولية، التي تعد الثالثة من نوعها في بحث موضوع الإسلام بأوروبا، في إطار سلسلة من اللقاءات المنظمة بمبادرة من مجلس الجالية المغربية بالخارج، والتي من شأنها أن تشكل أرضية للتفكير في الإشكالية الثقافية المرتبطة بالهجرة. وعلى نحو تدريجي يأخذ الدين الإسلامي، الذي أصبح جزءا مندمجا في النسيج الثقافي والديني للمجتمعات الأوروبية، موقعا متقدما من دين للمهاجرين إلى دين للمواطنين الأوروبيين. ويشكل تميز مسار تجذير الإسلام في البلدان الأوروبية المطبوعة ب"علمانية ثقافية"، وبروز جيل جديد من المسلمين الأوروبيين، محور نقاش حول مفاهيم القيم والأخلاق وأنماط نقل هذه القيم. وبالموازة مع مسألة تكوين الأطر الدينية، ينصب النقاش، بخصوص المقاربات التربوية المقترحة على مسلمي أوروبا والأجيال الشابة، على التربية الدينية وتدريس الدين والثقافة الإسلامية وتاريخ الأديان.