لا تخفى أهمية منطقة سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء من حيث تصاعد وثيرة الإعمار. لا تخفى أهمية سيدي البرنوصي من حيث الانفجار الديمغرافي المتولد من »الانتاج البشري« المحلي والزحف المتصاعد للساكنة الجديدة الوافدة من الحي المحمدي وسيدي مومن وكيلومتر 17 وعين حرودة إلخ. لا تخفى الصراعات الانتخابوية التي تندلع بسيدي البرنوصي رغبة في الاستئثار بأصوات الناخبين. كل ذلك مقبول في سياق التدافع الاجتماعي لكن عندما نبحث عن خطوط التوازي أو التماس فيما يتعلق بمصالح المواطنين والمجال الرياضي والترفيهي كنموذج، يصدمك الواقع: هناك أمامك أطلال حقيقية تفاجئك أنت والعابرين الوافدين من غرب المنطقة عبر الطريق السيار... هناك معالم حرب مدمرة مرت من هنا خربت المنشآت الرياضية المنتصبة على مساحة هائلة... أطلال المدرجات والأعمدة الاسمنتية المتصاعدة والعارية إلا من العبث والتلاعب بالمال العام وبمصالح المواطنين وضمنهم الشباب. لا تعتقدوا أن الأمر يتعلق بأوراش قائمة على قدم وساق لإنجاز البنيات التحتية محبة في عيون السكان... لا ليس الأمر كذلك لأن هذا الخراب وما يحيطه أو ما يفترض أن يكون وعاء يحتضن مساحات وملاعب رياضية لصالح الساكنة والرياضة والشباب عامة... هذا الخراب لا أثر فيه للحياة البشرية وأبسطها الماء فضلا عن المرافق الإدارية والصحية والترفيهية. ففي واقع الملاعب المتربة التي مازالت لم تتنفس هواء الإصلاح والعصرنة ترعى المواشي وتتراكم الأزبال ويتصارع الأطفال على كرات »مفشوشة« في فضاءات غير مهيكلة... وحتى وعصبة الدارالبيضاء تبرمج مباراياتها في هذا الفضاء فإن اللاعبين والحكام والجمهور محرومون من قطرة الماء! نعم الماء غير موجود في فضاء يقال عنه أنه رياضي! لا وجود لقطرة لعتق الريق! أين المشكل إذن؟ هل حكم على سيدي البرنوصي أن يظل فضاؤه الرياضي خرابا؟ أين طارت الميزانيات التي رصدت لبناء هذه المنشآت والتي صرف جزء منها فقط لتشييد الأطلال... عفوا الملاعب؟ حتام يظل العبث سيد المكان والزمان في هذا الفضاء؟ ومن المسؤول عن تبذير الأموال والزمان في صياغة هذا العبث؟ اللهم إلاّ إذا كان الأمر يتعلق بمعرض لتركيبة عمرانية سوريالية يراد بها إظهار ثقافة عجائبية غريبة عن الإدراك.