تنتظر الجامعة الملكية للكرة الطائرة عدة تحديات هذا الموسم، فإلى جانب تطوير اللعبة على الصعيد المحلي وهَمِّ الجامعة في العمل على نشر هذه الرياضية في أكثر مناطق المعمور، تسعى من جانب آخر إلى تلميع صورة المغرب قاريا ودوليا. فإذا كانت رؤية 2012 التي تعتزم من خلالها الجامعة بلوغ عدة أهداف سواء من ناحية تأهيل اللعبة بتحسيس مردود الفرق الوطنية والاهتمام بالبنيات التحتية التي تبقى دون المستوى المطلوب وعائقا كبيرا في الخروج بهذا النوع الرياضي من دائرة الظل التي عمر بها كثيرا، فقد عزمت الجامعة كذلك على الاهتمام بالمنتخبات الوطنية واعتماد سياسة التكوين المستمر لا للذكور فقط، بل للإناث كذلك، لما طال هذه الفئة من إهمال يطرح العديد من التساؤلات، ورغبة البعض في إقبار هذا النوع. ونظرا للنيات الحسنة التي لازالت تصارع داخل الجامعة وتغير على هذا النوع الرياضي الأولمبي الذي يستقطب العديد من الممارسين والممارسات على الصعد الدولي، فقد نظمت الجامعة شهر يناير الماضي تربصا بمركز التكوين التابع لجامعة السلة تمت خلاله عملية انتقاء لاعبات تقل أعمارهن عن 15 سنة، حيث ستتم استفادتهن من التكوين المستمر بمركز التكوين المزمع إنشاؤه بمدينة الجديدة على غرار مركز التكوين بالمنظر الجميل بالرباط. وسيتم فتح هذا المركز بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة العام المقبل، وهي بادرة حسنة ترمي من خلالها الجامعة إلى إعادة الاعتبار إلى الكرة الطائرة الوطنية النسوية التي طالها الإهمال لا من طرف الأندية المنضوية تحت لواء الجامعة ولا من طرف هذه الأخيرة، حيث يأمل الجميع تلميع صورة الطائرة النسوية على الصعيد القاري. واعتبر المتتبعون لشأن الكرة الطائرة هذه الخطوة للجامعة بادرة حسنة ت قد تعطي دفعة قوية للنهوض باللعبة، آملين أن تفعل الشراكة مع وزارة التربية الوطنية لما سيكون لهذه الأخيرة من مزايا في التنفيذ على فتيات يستفدن من التكوين المستمر الذي من شأنه صقل المواهب وتطعيم المنتخبات الوطنية النسوية. ومن شأن مثل هذه التربصات إيجاد حلول ناجعة للرقي بالكرة الطائرة النسوية. وللإشارة فقد أشرف على هذا الانتقاء الإطار الوطني لطفي، الذي هو بالمناسبة الناخب الوطني لفئة الإناث بمساعدة لاعبة الفريق الجديدي رحمة. وإذا كانت فئة الإناث ستستفيد من التكوين المستمر لوضع اللبنات الأولى لمنتخب الكبيرات استعدادا للاستحقاقات القارية والدولية مستقبلا فإن فئة الفتيان والشبان نتظرهم استحقاقات آنية على واجهات مختلفة. فبالنسبة لمنتخب الفتيات، تنتظره الإقصائيات المؤهلة للألعاب الأولمبية بجنوب إفريقيا في الفترة الممتدة من فاتح مارس إلى العاشر منه، واستعدادا لذلك دخلت العناصر الوطنية في تربص إعدادي بمركز بوركون شهر يناير المنصرم وبداية شهر فبراير الحالي. أما بالنسبة لمنتخب الشبان فأهم محطة له هي بطولة إفريقيا للأمم التي ستقام بسانغفورة أواسط غشت القادم والمؤهلة مباشرة لبطولة العالم. وفي اتصال هاتفي مع المدير التقني للمنتخبات الوطنية مصطفى أحشوش أكد هذا الأخير أن هذه المحطات تعتبر حاسمة للمنتخبات الوطني خاصة أمام فرق قوية هي تونس، الجزائر ومصر، إذ يبقى تأهيل النخبة الوطنية، لبطولة العالم صعب المنال بالنسبة لقوة وخبرة المنتخبات التي تتنافس على حجز ورقة المرور إلى بطولة العالم. كما أشاد أحشوش بجهود الجامعة في الاهتمام بالمنتخبات الوطنية ورغبتها في تحقيق نتائج إيجابية تحسب للكرة الطائرة الوطنية. وعلي أي حال لا يسعنا كمهتمين باللعبة وبالشأن الرياضي الوطني بصفة عامة، إلا أن نثمن هذه الجهود وتحفيز كل متدخل في إصلاح الشأن الرياضي وإخراج لعبة الكرة الطائرة خصوصا من السبات العميق التي ظلت ترقد فيه لسنوات خلت، وكذلك نهمس في أذن أولئك الذين يعيقون مسيرة اللعبة ويتشبثون بكراسي المسؤولية أن يتركوا مقاعدهم لأناس قد يعطون قيمة مضافة حتى تحلق الكرة الطائرة عاليا بأجنحة غير منكسرة.