فيروز شاه، مالك الرقاب، حاكم الأمصار، قدوة الرجال، أتاه الحاجب الرعديد يوماً، راكعاً، وقال: مولاي شاعر، مشرّد، بالباب لعلّه مجنون يقول أيضاً إنه عرّاف يستنبئ الحظوظ، والسعود، فهل يرَ سيدي، ومولاي أن يسلّي نفسه الممجدة هنيهة بهذا الشاعر المشرد الفقير؟ إشارةٌ بالسيف وغمزةٌ بالعين مولاي أعطني الأمان ***** رأيتُ نجمكَ السعيدَ في المنام وكان يا مولاي في يمناك صولجان بين ملوك الأرض كنتَ يا مولاي شمس هذا العصر، نور مهرجان، قاهر الزمان تضرب ضربة بالسيف فتسقط الوجوه، والرؤوس، وهي بالعظيم تستغيث وفجأة رأيت يا مولاي طائراَ كأنه تنين، أو جبل يحوم حول الخيمة المقدسة ومن جناحيه الخرافيين، كانت تسقط الأشجار والخيول، والسيول، والبروق، ويا لدهشتي -مولاي- واغفر لي رأيت تاجَكَ العظيم تقدفه الرياح يلهو به الصغار ***** لم يكملِ المشرّدُ الفقير قصّته إشارةٌ بالسيف وغمزةٌ بالطرف وبعدها سقط على زليج القصر رأس الشاعر المجنون!!