في مؤجلي الدورة 18 من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم، ابتسم الحظ لكل من الدفاع الجديدي و الفتح الرياضي، اللذين غابا في نهاية الأسبوع الماضي عن أجواء التباري محليا، لالتزامهما بالاستحقاقات القارية، حيث يشارك الأول في عصبة أبطال إفريقيا و الثاني في كأس الكاف. الفريق الدكالي حسم مباراة القمة لصالحه بفوزه البين على الجيش الملكي، الذي فقد الكثير من مقومات قوته في هذا الموسم، والتحق بالتالي بالوداد البيضاوي في مقدمة الترتيب، بل يتفوق عليه من حيث فارق الأهداف، ليؤكد أن تعثر الدورة الماضية في ديربي دكالة عبدة، كان فقط كبوة جواد، سرعان ما تخطاها في أول فرصة، ليزيل بالتالي غيوم الشك التي تكبدت في سماء المحيط الدكالي، الذي يحلم بأول لقب في مشواره الرياضي. وفي المقابل، كان فريق الجيش الملكي، الذي تخطى في الدورات الماضية، حالة الشرود التي دخلها منذ بداية الموسم، عاديا جيدا، ولم يستطع مجاراة إيقاع المباراة التي تحكم فيها أبناء المدرب جمال السلامي، الذي يحمل على عاتقه حلم منطقة دكالة بالفوز باللقب. وفي مباراة مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، زكى الفتح الرباطي نتائجه الإيجابية في الدورات الماضية، وحقق فوزه الثاني على التوالي، بعدما أضاف أولمبيك آسفي إلى كل من أولمبيك خريبكة ووداد فاس، اللذين تغلب عليها على التوالي في الدورتين الماضيتين. إ - العماري الدفاع الجديدي يتألق في أجواء ماطرة، وعلى أرضية غير متأثرة بالأمطار الغزيرة التي تهاطلت على الجديدة طيلة الأربعة أيام الماضية، وتحت الأضواء الكاشفة، وبعد العودة الموفقة من غينيا بيساو، وعلى عكس الانطباع الذي ساد عقب نتيجة دربي دكالة عبدة، ظهر الدفاع الجديدي بمظهر جيد أمام ضيفه الجيش الملكي، الذي حل بالجديدة آملا الثأر لنتيجة الذهاب. وعرف المدرب السلامي كيف يوظف قطع الغيار المتوفرة لديه: الشيخ عمر دابو محل لاطير الموقوف لمبارتين، مزكوري والدمياني في الوسط والعياطي، الذي شغل محل البزغودي، الذي جمع أربعة انذارات. وكان للمايسترو رضى الرياحي دور كبير في تطعيم زملائه بكرات ذهبية، مغيرا الانطباع الذي رسم عن سلوكه في الفترة الأخيرة، حيث لم يرقه الركون بدكة الاحتياط. وسيطر المحليون على مجريات اللعب، واتيحت لهم فرص كثيرة أغلبها للقادم الجديد، عمر دابو، الذي أقلق راحة دفاع الفريق العسكري، واستغل إحداها برأسية مركزة، مانحا فريقه الهدف الأول د 14، كما سجل هدفا وهو في وضعية شرود د37. العياطي كان دوره متميزا في ربط الجسور بين خطي الوسط والأمام، مناورا ومراوغا ومتوغلا. رجل المقابلة بامتياز الرياحي يهيء كرة على طبق من ذهب للقروشي، الذي ينسل من الجهة اليسرى ويسجل هدفا رائعا من الزاوية المغلقة د44. الجولة الثانية، أقدم فيها المدرب والتر ماوس على إقحام المساسي أملا في إعطاء شحنة لعناصره، لكن المارد الرياحي يهدي دابو كرة على مرمى حجر من الحارس خالد العسكري، الذي حول الكرة الى زاوية د48. و ضغط الزوار وتوغلت في أكثر من مناسبة، معتمدين على التسديد، لكن المحليين عرفوا كيف يمتصوا هذا الاندفاع الذي لم يسفر عن جديد. د67 وادوش يرتكب خطأ في حق صعصع، ويحصل على البطاقة الحمراء. واعتبر المدرب جمال السلامي هذا الفوز راحة معنوية أرجعت الفريق إلى الصدارة، وأطرى على دابو، الذي أقحمه لأول مرة رسميا بالجديدة، حيث منحه فرصة بغينيا بعيدا عن الضغط ، كما أثنى على الرياحي، الذي اعتبر انه كان في المستوى بالاضافة إلى الشابين المزكوري والعياطي، مضيفا : «بعد هزيمة آسفي، اليوم فندنا كل الأقاويل التي رافقت تأخرنا»...