يريد شباط أن يؤسس فاس من جديد، لذلك فهو يستحق، اللهم إذا كنتم من حساده، أن يسمى مولاي حميد الأول، تيمنا بمولاي ادريس الأول. وفي بلاد مثل المغرب يمكن لرئيس مجلس مدينة أن يعيد تأسيسه حسب مزاجه. فقد صرح شباط الأول - حتى هاذي صالحة - أنه سيقرر إغلاق الملاهي والحانات ومنع بيع الخمور بالمدينة الروحية للمغاربة، وهو يريدها روحية بلا مشروبات روحية.. كان فرويد، الذي يعرفه شباط ولا شك، يقول بأنه يمكن لك أن تحلم بالشراب، ولكن عندما تعطش فعلا لا بد لك من أن تستيقظ، وتتوجه إلى الصنبور أو القلة - هادي ما گالهاش فرويد -. وعليه يمكن للسيد شباط أن يحلم كثيرا بعطش الناس على يديه، لكن لا بد من أن يستيقظ من أحلامه إذا أراد أن يطبق ذلك. وعلى كل سنرى، البلدية نفسها أيضا تسكر، ولعل شراب للانتصار بالطريقة التي نعرفها هو أكثر قوة من سكرة الروج الذي يكرهه الفاسيون أو زوار المدينة. طبعا، هل سيتمكن شباط بأن يعلن كل الفنادق والملاهي الفاخرة منزوعة الخمور؟ هذا ما لا ولن يحدث. سيتساءل الكثيرون عن السبب في هذه التوبة السياحية المفاجئة للسيد شباط؟ وفي اعتقادي أن لذلك علاقة باللقاء الذي سبق وأن جمعه مع بعض أقطاب التيارات الإسلامية قبيل مدة، وهو ما يشبه الثمن بلغة الخمريين، يبقى من بعد السكرة. وشباط ليس له أفكار عادة لكي نقول بأنه ذهبت السكرة وبقيت الفكرة، بل إنه كذلك يمكن القول ذهبت الفكرة وبقيت السكرة! ولعل ما سيبتهج له منافسوه، ليس هو القدرة على الرجوع بفاس إلى عصور البناء الأولى، بل هو كيف سيفعل مع جزء من أنصاره في الذكارات وفي باب فتوح وفي باب الجلود وغيرها من الأماكن التي كان يخرج فيها بالناس اللي على بالكم؟ سيكون قد قام بانتحار سياسي كبير، لا يقدر عليه إلا الذين هم قادرون على التضحية بالغالي والنفيس، من أجل أن تعود فاس إلى ما قبل بنائها.. يريد شباط أيضا أن يحول فاس إلى مدينة بعد مكة والقدس. بعد الحرمين وثالث الحرمين يريد أن يؤسس رابع الحرمين. يا ابن الحرمي......ن! (ماذا كنتم تتوقعون أيها الإخوة) تريد بأن تصبح العائلة [ عائلة حميد آل شباط بن شبوط!] في انتظار ذلك لا يمكن أن نحرمه من هذه المعجزة، حتى لا يقال بأن هناك من يريد بأن تبقى فاس هي فاس التي نعرف. يبدو أنها مدينة نجسة يريد هو أن يطهرها من بعد أن نزلت عليه البلدية مرتين. وشباط يريد أيضا أن يغادر كل من يشرب في فاس مدينة فاس.. وتبقى مدينة فاسالمنورة بوجهه. لم يقل لنا ما إذا كان قد هيأ أتباعه لكي يستقبلوه في الدورة المقبلة بأناشيد:طلع البدر علينا، أم لا، لكنه من الآن يمكن أن يعلن نفسه أميرا للمسلمين الذين لا يشربون في فاس. وأعتقد بكل صدق بأن الرئيس البلدي، لا يخاف من أجل الروحانيات فقط، بل هو يخاف أن يقع له ما كان الروائي الأمريكي روبيرت هاينلاين، صاحب رواية «ثورة فوق القمر»، يخاف منه، عندما نصحنا جميعا« احذروا الشراب القوي التأثير، فإنه يمكن أن يدفعكم إلى أن تصوبوا مسدساتكم نحو القابض البلدي ... وتخطؤونه». إن الرئيس يخاف على القابض البلدي وعلى ما يمكن أن يأتي من القابض البلدي، خاصة وأنه سبق وأن وجد صعوبة في تبرير ميزانية مجلسه وبدأ يخطط للكثير من المشاريع والقروض تمد لسانها له. على كل، إن مولانا شباط الذي أسس أول مدينة مغربية بدون خمور، سيكون له شأن في السياسة العامة للبلاد، أي منذ أن اكتشف مزحة كولوش(شارب الخمر هو شخص لا تحبه، لكنه يشرب مثل ما تشرب وبنفس القدر..) ومن الحجج التي دافع بها عن شباط تقول: ألم يعدكم شباط بالبحر، وهو بذلك يهيء لكم مكانا لتغرقوا فيه (أحزانكم طبعا) ولا يمكنه أن يترك لكم الشراب لكي تغرقوا فيه: مكان واحد فقط لمن أراد أن يغرق الكأس أو البحر. وفي الأخير: يديرها الكاس أعباس!!! يديرها الكاس!