يرى العديد من المراقبين أن انعقاد الاجتماع الثاني غير الرسمي بين المغرب والبوليساريو ، بالإضافة إلى مشاركة الجزائر وموريتانيا، يشكل خطوة إيجابية بالنسبة للطرح المغربي، خاصة وأن الجزائر والبوليساريو دفعا في البداية بعدم انعقاد هذا الاجتماع، وبالتالي الجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست، إذ سعت جبهة البوليساريو إلى وضع شروط مسبقة لانعقاد هذه المفاوضات، ومن تلك الشروط لإطلاق سراح سالم التامك ومجموعته. لكن الرباط رفضت تماما هذه المقاربة، وبعثت برسالة إلى الأمين العام الأممي تضع فيه الموقف الجزائري محل تساؤل، حيال إيجاد حل سياسي متوافق عليه حول قضية الصحراء، وعلى إثر ذلك، بادر الأمين العام الأممي إلى دعوة الإطراف لهذا الاجتماع، في أفق التحضير للجولة القادمة من المفاوضات المتعثرة منذ مارس 2008. وتؤكد مصادر حكومية، أنه آن الأوان لكي تتكلم الجزائر حول العديد من القضايا التي ترتبط بها في هذا النزاع المفتعل، ومنها وضعية ومصير اللاجئين من الصحراويين الموجودين فوق أراضيها، والإفصاح عن السبب في عدم إحصائهم وتطبيق القانون الدولي في شأنهم، والذي ينص على حق اللاجئين في العودة إلى بلدهم. فالملاحظ أن الجزائر تركن إلى الصمت حيال هذا الموضوع، في الوقت الذي ينبغي عليها أن تعبر عن موقفها، ذلك أن حل مشكل اللاجئين، جزء لا يتجزأ من مشكلة الصحراء، خاصة وأن الخيارات التي كانت تراهن عليها الجزائر فشلت ولم يعد بالإمكان القبول بها، كمخططي ديوكلار وبيكر، ولم يعد اليوم أمام الأطراف سوى الحل السياسي الذي طرحه المغرب والذي يحظى بدعم أغلبية الذين لمسوا الجدية في المقترح المغربي. اليوم، يضيف المصدر، يوجد المغرب في موقع قوة على المستوى السياسي وعلى صعيد وضوح مشروعه، وهذا ما دفع بالبوليساريو والجزائر إلى طرح «المسألة الحقوقية» من وجهة نظرهما، والادعاء بأن المغرب يقوم بخروقات في مجال حقوق الإنسان. لكن الإطار الذي يمكن مناقشة هذا الأمر فيه هو مجلس حقوق الإنسان، وليس طاولة المفاوضات. ويستطرد نفس المصدر أن مهمة المفاوض المغربي، سواء في هذه الاجتماع غبر الرسمي، أولا رفض مسألة حقوق الإنسان حتى لا تشوش على المفاوضات، ثانيا مطالبة الجزائر بالخروج عن صمتها، والإدلاء برأيها في القضايا المعنية بها، وخاصة وجود لاجئين فوق ترابها. ويمكن القول أن الجولة الحالية من المفاوضات غير المباشرة هي محالة لجس نبض الأطراف المعنية خاصة بعد العديد من الجولات التي عرفها الملف خلال المدة الأخيرة، وهو أمر ايجابي في حد ذاته، وإن كانت بعض المصادر لا تتوقع الشيء الكثير منها.