تحتضن مدينة أرمونك بضواحي نيويورك، يومه الاربعاء وغدا الخميس، الاجتماع الثاني غير الرسمي حول النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، بمشاركة المغرب، البوليساريو، بالإضافة إلى الجزائر وموريتانيا. ويأتي هذا الاجتماع تلبية للدعوة التي وجهها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس، وذلك لإطلاق الجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست، المتوقفة منذ مارس 2008 ، كما أنه يأتي في سياق المقاربة الجديدة التي اقترحها روس بعد تعيينه خلفا لبيتر فان فالسوم، والقاضية بعدم الذهاب إلى مانهاست إلا بعد الاتفاق حول الخطوط العريضة للحل السياسي التوافقي الذي تدعو إليه الأممالمتحدة منذ 2007 ، عندما قدم المغرب مقترحه الخاص بالحكم الذاتي، وفي انتظار ذلك عقد لقاءات غير رسمية، بعيدا عن الأضواء ووسائل الإعلام، وقد صادق مجلس الأمن، نهاية أبريل الماضي، في قراره 1871 على هذا الاقتراح. الاجتماع الأول بين الأطراف المعنية بنزاع الصحراء تم في غشت الماضي، بالعاصمة النمساوية فيينا، غير أن هذا اللقاء لم يسفر عن أي تقدم، مما جعل روس يتحدث عن ضرورة عقد اجتماع ثاني بهدف «إنضاج المواقف». المغرب يشارك في هذا الاجتماع بوفد يضم كلا من الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية، ومحمد ياسين المنصوري المدير العام ل«لادجيد»، وماء العينين بن خليهن ماء العينين، الكاتب العام للكوركاس. وجاء في بلاغ لوزارة الخارجية أن المغرب يأمل «أن تتجاوز الأطراف الأخرى تصوراتها الجامدة وتنخرط بالتالي في دينامية إيجابية من أجل التوصل إلى حل سياسي توافقي، واقعي وقابل للتطبيق». وكان المغرب قد أعلن رسميا، بعد فشل الجولة الرابعة من مفاوضات مانهاست، رفضه استمرار المفاوضات بنفس الأسلوب، أي أسلوب التسويف الذي تمارسه الأطراف الأخرى. بان كي مون ومبعوثه الشخصي، حسب تصريحاتهما والبلاغات الصادرة عنهما، عازمان على إخراج المفاوضات من عنق الزجاجة، حيث أن القناعة المتزايدة لدى المجتمع الدولي والأغلبية الساحقة من أعضاء مجلس الأمن والجمعية العامة، هي أن مقترح الحكم الذاتي يشكل قاعدة للحل وأن أكذوبة «استقلال الصحراء» لم تعد تقنع أحدا، وهو ما أحرج الطرف الآخر، الجزائر والبوليساريو، الذي سعى بكل الوسائل إلى عرقلة هذا التوجه عبر افتعال «معارك» هامشية مثل ما سمي بقضية أميناتو وغيرها.