في كلمته باللقاء التنظيمي الجهوي بالدار البيضاء يوم الأربعاء الماضي، وضع ألأخ عبد الواحد الراضي النقط على الحروف في مجموعة من القضايا التي تستأثر باهتمام المناضلين الاتحاديين، كل الاتحاديين ،وتحظى كذلك باهتمام مكونات اليسار لتمتد إلى الأحزاب الشقيقة وعموم المواطنين. لقد أكد الأخ الراضي أن قرار الاتحاد قرار مستقل تمليه فقط مصلحة الشعب والوطن وبالتالي فحزبنا لا يأبه بأقوال الذين يريدون فرض تحالفات ما علينا وبدون استئذان. وكما تعود حزبنا دائما فهو يصون اتفاقاته وتحالفاته وبالتالي لا زال يطمع ويعمل أن يعود للكتلة بريقها لتلمس هموم واهتمام أبناء شعبنا للمضي قدما نحو المزيد من الإصلاحات وبناء الديمقراطية الحق. ولن يتأتى ذلك إلا إذا انخرط الجميع ، حاكمين ومحكومين ، في برنامج إصلاح سياسي شامل متوافق عليه يشكل الإصلاح الدستوري أحد أركانه الأساسية ، ويشكل قرار اعتماد الجهوية ببلادنا عاملا سياسيا إضافيا يعزز دعوة الاتحاد الاشتراكي لذلك الإصلاح الدستوري. الاتحاد الاشتراكي لن يكون قادرا على المساهمة في الدفع بقاطرة الإصلاح ما لم يعزز صفوفه تنظيميا ويوحد صفوف أبناء الحركة الاتحادية ليستأنفوا نضالهم في تنظيم واحد مُوحد ، يرهف السمع للمواطنين ويقاسمهم همومهم وتطلعاتهم سواء في الحقل أو في المعمل أوفي الجامعة أو في الادارة أوفي الشارع.. والاتحاد أيضا ، كما جاء في كلمة الأخ الكاتب الأول ، مقتنع بدور القواعد الفعال في بناء ذلك التنظيم الواحد الموحد، بغية بناء حزب جماهيري عصري ، حزب اليوم وحزب المستقبل. لن يكون جمع شمل الأسرة الاتحادية إلا اللبنة الأولى في توحيد كلمة اليسار خاصة والديمقراطيين المغاربة عامة. إن انخراط الاتحاد ومنذ سنة1998 في إنجاز عد ة أوراش كبيرة ، وما ينبغي القيام به لصالح شعبنا لا زال يتطلب انجاز أوراش كثيرة أخرى ،فالمطلوب من جميع الاتحاديين اليوم العمل على تجاوز جو الإحباط واليأس والذاتية ،والانخراط بجد وبحماس لتدشين مرحلة جديدة من حياة الاتحاد والاتحاديين جميعا ، وفرصة الندوة الوطنية حول التنظيم المزمع عقدها ربيع هذه السنة تشكل محطة أساسية لرفع اليأس وتأجيج الحماس وتكريس الديمقراطية داخل الحزب والتي دشنها المؤتمر الثامن ، كذلك لوضع آليات لتهذيب النقاش الداخلي الحر والبناء ، وضمان حق الأقلية ورأيها عند اتخاذ القرارات فالإجماع قاتل والتوافق مُميت. كلمة الأخ الكاتب الأول بقدر ما كانت شاملة كانت أيضا دقيقة. بقي فقط أن يشمر التقدميون الديمقراطيون عن سواعدهم بصدق وإخلاص لبناء الدولة العصرية ، دولة الحرية والديمقراطية.