قيام الجزائر ببناء جدار رملي لردع فرار مئات المحتجزين الصحراويين بمخيمات تندوف نحو بلدهم المغرب لا يمكنه أن يحجب بأن هؤلاء باتوا الآن أكثر اقتناعا بأن «الذل ليس النصر الوحيد الذي يستحقونه»، كما يشاء لهم عناد جنيرالات قصر المرادية. إذ أثبتت وقفة أبناء الركيبات أمام إقامة «زعيم البوليساريو» أن أرصفة الانفصال لم تعد لائقة، وأن الانتماءات الضيقة قد تتحول، في كل الحالات، إلى جحيم. إن انتفاضة العيايشة لا تعني إلا شيئا واحدا ينبغي أن نتورط عميقا في استغلاله، مادامت تندوف لم تعد ملجأ يحمي الانفصال ويقويه، ومادام المحتجزون قد تقادمت فيهم الهموم والفجائع وتخمرت في أعماقهم الدموع والخيبات. احتقان كهذا، الذي ترد عليه الجزائر، بتطويق المخيمات بالجدران، ينبغي أن يعلمنا أن نفاوض ليس كمحارب يلعب في وحل الحارة، بل كمحارب ذكي ومشاكس يطيح بخصمه في التوقيت المناسب وبالضربة المناسبة..