استضاف الصالون الثقافي بالمكتبة الوسائطية بفاس مساء يوم الأربعاء المنصرم المخرج السينمائي المغربي محمد عبد الرحمان التازي والناقد السينمائي عبد اللطيف البازي للتداول في التجربة المتميزة التي راكمها التازي على امتداد خمسين سنة وما ميزها من جرأة على المستوى الإبداعي والموضوعاتي.فشريط «البحث عن زوج امرأتي»الذي أخرجه سنة 1994 نموذج راق لجرأة التازي الذي طرح خلاله قضية تعدد الزوجات من زاوية فنية تروم الكوميديا السوداء،وهي القضية التي تزامنت مع النقاش السياسي والثقافي حول الخطة الوطنية من أجل إدماج المرأة في التنمية. اللقاء المفتوح مع ضيف الصالون والذي نظمته كل من حلقة الفكر المغربي ومؤسسة نادي الكتاب بالمغرب ونشطه أستاذ السيميائيات وعلم الأصوات حسان لحجيج إلى جانب الناقد البازي طارح المشاركون خلاله جملة من التساؤلات تصب في صميم الدينامية التي شهدتها السينما بالمغرب منذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي إلى الآن.وما دام المكان/مدينة فاس تحديدا كموضوع ثقافي للتفكير السينمائي بالمغرب،فقد أثار المنظمون وعشاق الفن السابع أسئلة عميقة من قبيل:ما علاقة السينما المغربية بالصورة عموما،وبصورة المدينة في بعدها العمراني والأركيولوجي على الخصوص؟وهل يضيف ذلك أبعادا دلالية ومعاني سياقية جديدة؟هل يمكن الحديث اليوم عن ولادة حساسية جديدة في السينما المغربية تتعلق من زاوية نظر بعض النقاد بقدرتها على خلق المنظور الاجتماعي لتناول قضايا جمالية،تعيد للمكان الحسي دوره الثقافي الحقيقي ،في حوار بين الأفضية والصوت والصورة والشخوص؟وإلى أي حد يمكن استشراف آفاق أرحب في هذا الاتجاه؟ما دمنا نعترف اليوم جميعا بقدرات السمعي البصري على أن يكون واجهة من واجهات التحولات الثقافية والاجتماعية العميقة التي تسعى الطبقة المتنورة إلى تحقيقها؟.. هذه الأسئلة وغيرها كثير،حاول عبد الرحمان التازي أن يقدم لها إجابات عبارة عن خطوط عريضة وإشارات ذات شحنة دلالية قوية خصوصا حين اعترف بغياب مدرسة سينمائية مغربية ومعاناة الحقل السينمائي من النقص الكبير في كتابة السيناريو مؤكدا على ضرورة عقد مصالحة بين الجمهور والسينما ومد جسور التواصل بين الفنانين والمبدعين باعتبار السينما تعد عملا جماعيا.هكذا ركز المشاركون من الفنانين والمهتمين على أهمية الصورة السينمائية في حياة الناس ليبقى السؤال المركزي المطروح هو:هل يمكن أن نراهن على خلق فضاءات اجتماعية واقتصادية واسعة للدعم للكتابة السينارية وتشجيع المؤسسات المهتمة بكتابات الشباب في هذا المضمار؟وهل يمكن الحلم بتغيير شمولي لمفهوم الدراسات الأدبية والفنية للجامعة المغربية والتعليم بشكل عام؟..