يحتضن الصالون الثقافي بالمكتبة الوسائطية المحاذية للمركب الثقافي الحرية بفاس مساء يومه الأربعاء 27 من الشهر الجاري على الساعة الرابعة لقاء مفتوحا مع المخرج السينمائي المغربي محمد عبد الرحمان التازي بحضور الناقد الأدبي والسينمائي عبد اللطيف البازي. الصالون الثقافي الذي يشرف عليه كل من مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب وحلقة الفكر المغربي سيكون محطة أخرى لاستغوار العمق الثقافي والحضاري لمدينة فاس عبر الأعمال السينمائية للمخرج المتميز محمد عبد الرحمان التازي العاشق المتيم لوطنه وتراثه الإنساني المتجدر في القيم حيث مدينة فاس بموروثها التاريخي والعمراني قد سكنت أفقه الإبداعي واستوطنت ذاكرته ومخيلته.ولعل فيلم «البحث عن زوج امرأتي»الذي أنجز سنة 1993 قد قدمت ديكوراته ومكوناته الفنية قيمة متميزة للتراث العمراني الفاسي ،وهو الفيلم الذي حطم رقما قياسيا حين استقبل شباك التذاكر بجل قاعات العرض السينمائية بالمغرب ثمانمائة وخمسين ألف متفرج منتصف التسعينيات فضلا عن الجزء الثاني من الشريط الذي أخرجه التازي بعنوان «للا حبي» عام 1996 حيث قصة الفيلم التي تجري جل أحداثها بفضاءات مدينة فاس خضعت لمعالجة فنية فكاهية تروم الكوميديا السوداء. اللقاء الذي سيحتضنه الصالون الثقافي يوم الأربعاء الأخير من هذا الشهر يعد الثاني من نوعه بعد لقاء الروائي محمد عزالدين التازي.وسيستحضر المنظمون التجربة السينمائية الفريدة للمخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي الذي يرى النقاد أنه أخضع الإرث الثقافي والعمراني للمساءلة الفلسفية والفنية من خلال الصورة السينمائية عبر التوغل الوجداني في المسارب الثقافية والعمرانية لمدينة فاس. وفي هذا السياق سيتركز الحوار حول الهوية الثقافية في السينما المغربية انطلاقا من أسئلة ذات أبعاد فكرية وفلسفية من قبيل: كيف يمكن الحديث عن مفهوم هوياتي للسينما المغربية دون الوقوف عند جوهر التعدد في الثقافات المغربية؟ هل يمكن الحديث عن دور ما للسينما المغربية في تشكيل ذهنية الإنسان المغربي داخل مجتمعه المحلي والكوني؟ أي مفهوم للواقع بشكل عام، وللمدينة بشكل خاص، تحمله السينما المغربية للمتلقي؟ كيف يمكن الحديث عن رؤية بصرية وثقافية تجعل فاس ذاتا كاملة الشخصية،تحاور من خلال الصورة السينمائية ذواتا أخرى في أمكنة أخرى من العالم دون أن تسقط في تلك الصورة النمطية المخيفة التي تقدمها مجرد أزقة قديمة وتقاليد معزولة عن سياقاتها الثقافية؟.. هذه الأسئلة، وغيرها كثير، تشكل عتبات ومداخل أساسية لاستشراف آفاق السينما المغربية. من أجل ذلك، سيحاور الناقد السينمائي عبد اللطيف البازي ، باعتباره أحد المشتغلين على الإنتاجات السينمائية المغربية ، ضيف الصالون محمد عبد الرحمان التازي لمساءلته حول تيمة المكان مدينة فاس تحديدا واستكناه الخلفية الإبداعية التي حركت مخيلة المخرج لاختيار فاس أفقا فنيا في العمل السينمائي ...