في سابقة من نوعها، قامت شركة مكلفة ببناء سد مولاي بوشتى على مرمى كيلومترات قليلة من مدينة شفشاون، بالاستيلاء على العديد من اراضي المواطنين غير المدرجة في التصميم الأولي لمشروع بناء السد. حيث عمدت الشركة التي فازت بصفقة التشييد باحتلال أراض بعيدة جدا عن مكان السد المزمع بناؤه، وبدل أن تتدبر أمرها لجلب الأحجار ومواد البناء من المقالع المجاورة، قامت الشركة، بالنزول إلى سافلة الوادي وخلق مقالع عشوائة غير مرخصة على جنبات مجرى واد مولاي بوشتى ، وهو ما يهدد، حسب سكان المنطقة الذين توصلنا بشكايات العديد منهم، بكارثة بيئية خطيرة على مستقبل الوادي. ويؤكد السكان الذين اتصلنا بهم حول الموضوع، أن الشركة التي جاءت لبناء السد، قامت باقتلاع الأشجار والتراب من سرير الوادي ، وهو أمر محظور بيئيا ولا يمكن أن يرخص به في أي حال من الأحوال ، لما يشكله من خطر محذق على الفرشاة المائية الموجودة على مقربة من سطح الأرض. وقد اتضح للشركة المعنية فعلا خطورة هذا الأمر عندما وصلت آليات حفرها الى المياه الجوفية، فعمدت دون جدوى إلى محاولة طمر المياه التي صعدت إلى السطح. اعتداءات الشركة، يقول سكان المنطقة المتضررة والذين يفوق عددهم ال1500 نسمة، تمثلت كذلك في تغيير المجرى الرئيسي لمياه الوادي ، ما تسبب خلال الأمطار الأخيرة في فيضانات لم يعهدها الأهالي من قبل، وهو ما ألحق أضرارا بالغة بالقناطر الصغيرة التي يستعملها السكان عادة للوصول إلى دواويرهم. كما تضررت ذات القناطر والمسالك والطرق من الآليات الضخمة والجرافات التي تعبرها يوميا . غير أن أكبر ضرر لحق المنطقة حتي الآن تمثل في تطاول الشركة المذكورة ، على الأشجار التي اقتلعت المئات منها كما تم اقتلاع مساحات واسعة من الغطاء النباتي ، الذي غير معالم المنطقة إلى الأبد، وحرم السكان المحليين من موارد رزقهم المتمثلة في الرعي والزراعة. وللتدليل على العشوائية والارتجال في أسلوب عمل الشركة المتعهدة بالبناء، قدم لنا السكان أمثلة متعددة ، كوضع مخيمات العمال على جنبات الوادي ، مع ما يعنيه ذلك من استعمال هذا الأخير كمطرح عشوائي للنفايات والوادي الحار وتسربات زيوت الشاحنات والآليات الرابضة جنبه.. هذا فضلا عن اعتدائهم على مقبرة عبر فتح مسلك وسط القبور وهو ما أثار حفيظة السكان الذين تقدموا بشكايات كثيرة إلى المسؤولين ، فكان الجواب في كثير من الأحيان، أغرب من الاعتداء نفسه : «هذا مشروع سيدنا»!! وفي الوقت الذي حاولنا فيه الاتصال بمصالح البيئة والمياه في الوزارة المعنية، دخلنا في دوامة من المكالمات غير المجدية، حيث كل طرف يرمي بالمسؤولية الى طرف اخر..