اعتقال ثلاثة عناصر من البوليزاريو في موريتانيا، على علاقة بالقاعدة في الغرب الاسلامي، اعتقال يطرح من جديد، علاقة البوليزاريو بهذا التنظيم الإرهابي. لقد سبق وأن أثار أعضاء في البرلمان الاوربي في وقت سابق هذه العلاقة، وسجلوا تخوفاتهم من أن تتحول مخيمات تندوف الى قاعدة خلفية لدعم القاعدة المركزية، وخاصة فيما يتعلق بتزويدها بالسلاح او المتاجرة فيه، بطريقة او أخرى. وفي انتظار أن تسفر التحقيقات الموريتانية على ضوء اعتقال العناصر الثلاثة عن مدى هذه العلاقة، وهل هي علاقة، تندرج في إطار مبادرة أفراد او علاقة لربما أكبر من ذلك، في انتظار ذلك، لابد من الاشارة بأن تتدهور الاوضاع في مخيمات تيندوف أدى الى انغلاقات، لم تعد قيادة البوليزاريو، التي شاخت وأصبحت محط انتقاد واسع داخل الجبهة وخارجها بقادرة على ضبطها، ولابد من الإشارة كذلك بأن هذا الوضع، أدى الى استماع حالة من التسيب تساهم اليوم وبقوة في تنامي النشاط غير المشروع، حيث من جهة تقوت شبكات التهريب التي تدر اليوم على قاعدة الغرب الاسلامي ملايين الدولارات. ويهم هذا التهريب، تهريب الاسلحة وبيعها، كما يهم تهريب البضائع والسلع ويهم في جانب منه، تهريب البشر من دول الساحل الافريقي او غيره. وحسب تقرير أمريكي، فإن تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الاسلامي، يعد من أٍقوى التنظيمات الفرعية في العالم، بالنظر لعملياته النوعية وتوفره على اللوجستيك وتحركه في أحد المناطق الصحراوية، الاكثر شساعة، والعصية على المراقبة. لهذا يطرح اعتقال عناصر البوليزاريو الثلاثة عددا من الاسئلة، على الجزائر اولا وعلى الجبهة الانفصالية ثانيا. إذ كيف تمكن تنظيم القاعدة من استقطاب هذه العناصر الثلاثة. وهل هناك عناصر أخرى، داخل المخيمات وخارجها على صلة بهذا التنظيم . واذا كان الامر على هذا الشكل، فهل الجزائر التي تساهم في تنسيق مع دول الساحل والولايات المتحدةالامريكية في مواجهة هذا التنظيم القاعدي، توجد في وضع المتجاوز، كما قد توجد على نفس الحال صنائعها داخل الجبهة. على أية حال نحن لانتهم الجزائر ولا حتى قيادة البوليزاريو بهذا الخصوص، حيث تعاني الجزائر من عمل إرهابي ممتد منذ سنوات، كما لايمكن ان تكون الجبهة متواطئة مع هذا التنظيم. لكن ما يمكن ابرازه، هو أن الوضع في المخيمات والحصار المضروب على اخواننا الصحراويين هناك، والاوضاع المعيشية التي يعانون منها، فضلا عن الانتقادات والخلافات السياسية التي تفاقمت داخل المخيمات في السنوات الاخيرة، بين أنصار الجبهة وأنصار الحكم الذاتي، هذا الوضع، لايمكن له إلا ان يحول المخيمات الى فضاء مفتوح على كل الاحتمالات، و أن يجعل جزءا يسيرا من المحتجزين يبحث عن ذاته بأي طريقة من الطرق، كما يبحث عن توفير عيشه. ومن هنا يمكن أن يرتمي البعض في أحضان القاعدة، إما بحثا عن المال، أو بحثا عما «يتجاوب» مع ذاته. وتهمنا نحن في المغرب، هذه التطورات لانه لايمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن تؤول إليه الامور، وهذا ما يطرح على المسؤولين في بلادنا، متابعة ما يجري بكل دقة، وأكثر من هذا تحريك هذا الملف والنظر الى الاعتقالات التي حصلت بأنها اعتقالات، لايمكن ان تكون معزولة عن ملف المحتجزين في تيندوف، لأن الامر في النهاية يتعلق بمغاربة ينبغي حمايتهم من كل انزلاق، مادامت الجزائر وجبهتها الانفصالية غير قادرتين على ذلك. وفي هذا الصدد ، فإن ملف الصحراويين المحتجزين ينبغي ان يتصدر الاهتمام وأن يكون محور تحرك ديبلوماسي، لأننا نحن في المغرب، نريد من مغاربة تيندوف الصحراويين أن يكونوا شركاء في الحكم الذاتي، وأن لايكون البعض منهم شريكا او ضحية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، كما هو حال المعتقلين الثلاثة في موريتانيا.