يتميز المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء هذه السنة في دورته 16 باستضافته لمغاربة العالم كضيف شرف في الفترة الممتدة من 12 الى 21 فبراير الجاري .هذه الاستضافة التي تعتبر استتنائية والاولى من نوعها في العالم والتي تمت بمبادرة من مجلس الجالية المغربية بالخارج والوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج وبدعم من وزارة الثقافة.هذا المعرض وهذه الاستضافة تعكس التحولات الكبرى التي تعيشها الهجرة المغربية عبر العالم وخاصة بفرنسا والتي تحولت من هجرة عمالية محضة الى هجرة متنوعة تضم كل الفئات من مثقفين وفنانين ومختصين في جميع المجالات وتنتج كذلك كتبا في جميع المجالات وهذا ما جعل تخصيص هذا المعرض ضرورة لإبراز هذه المنجزات التي يقوم بها المغاربة عبر العالم.وسيكون هذا المعرض مناسبة للقاء والتعارف بين الكتاب والفنانين المغاربة بالخارج مع الجمهور المغربي. هذا المعرض سيحتفي بإنتاج المفكرين المغاربة بمختلف مناطق الهجرة. ومن خلال هذه التظاهرة يصبوا مجلس الهجرة والوزارة المكلفة بالمغاربة بالخارج ووزارة الثقافية الى إبراز والتعريف بمختلف اعمال الثقافية والفنية للمغاربة عبر العالم سواء فيما يخص الأدب والإنتاج الجامعي ،المجلات والكتب الجميلة وغيرها من الأعمال التي نشرت خلال سنة 2009. خاصة ان المغرب يقود مشروع تأسيس عدد من المراكز الثقافية باهم البلدان التي تتركز بها جالية مغربية مهمة كما أعلن عن ذلك وزير الجالية المغربية بالخارج . وحسب محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج «هذه الاستضافة لمغاربة العالم للمعرض الدولي للكتاب هي جزء من مشروع شمولي ومتكامل دخلت فيه بلادنا منذ أكثر من سنتين والذي يهدف الى تجديد الرؤية في التعامل مع قضايا جاليتنا في الخارج لأنها تغيرت وانتظاراتها تطورت ومشاكلها تنوعت و حتى يكون المغرب متناغما مع هذه التحولات كان لا بد من بلورة مقاربة جديدة وهي متعددة الإبعاد فيها ما هو ثقافي، اجتماعي، اقتصادي وهي مقاربة شمولية لهذا فمبادرة المجلس والوزارة تهدف تحقيق نوع من التصالح بين مغاربة الخارج والمغرب . وكذلك لكي تستوعب الجالية ما يجري في المغرب من تحولات هذا هو المبرر الأساسي الذي دفع المجلس ووزارة الجالية ووزارة الثقافية لتنظيم هذه المبادرة واستضافة الجالية. لتعريف بإبعاد أخرى لهذه الجالية التي تختزل دائما فيما هو اقتصادي اجتماعي وعائلي ومطلبي والمغربي يجهل ما يجري من تطورات ومبادرات داخل الجالية على المستوى الفكري ،الثقافي والرياضي والفني». كما انه سوف يتم تخصيص فضاءات لنقاش والحوار والشهادات والموائد المستديرة وفضاءات لتنشيط الفني حول الموسيقى، المسرح، الحكي، السينما والاعمال السمعية البصرية.اي التعريف باعمال مغاربة الخارج بكل تنوعها .وحسب يونس اجراي عضو المجلس الجالية المغربية بالخارج والمسؤول عن الثقافة بنفس المجلس فان «الهدف هو التعريف بالغناء والتنوع الذي يتميز به كتاب مغاربة العالم. واذا كان الكتاب سيحتل مكانة مركزية لكن خلال المعرض ابراز الانتاج الفكري والفني لهؤلاء المغاربة .والهدف كذلك هو تغيير الاحكام السائدة سواء الاحكام التي يحملها المغاربة حول مهاجريهم او الاحكام التي يحملها مغاربة الخارج تجاه بلدهم خاصة حول التحولات التي يعيشها مغرب اليوم وكذلك التحولات التي يعيشا المغرب كذلك على المستوى الفني سواء على مستوى الموسيقى،الفن التشكيلي والادب . هكذا يمكننا تقريب مغاربة العالم مع مغاربة الداخل.من خلال تقديم أعمالهم الغنية والمتنوعة. ويتجلى ذلك في البرمجة حيث يشارك مثقفون ،مفكرون وفنانون من مختلف مناطق العالم سواء بأمريكا الشمالية او الجنوبية، اسيا البلدان العربية وإفريقيا، البلدان أوربا الشرقية والبلدان الهجرة الجديدة . هكذا سنقوم باصدار عدد من الكتب لأول مرة كما سنقوم بترجمة عدد من الكتب من اللغات الاجنبية الى العربية أوالى الفرنسية وهي ستكون ما بين 20 و30 كتاب كما سنقوم بعمليات نشر خاصة بالمعرض.. وبعضها حتى ولو لم يكن جاهزا لمعرض سينشر فيما بعد.و قد قمنا بتعاقد مع دور النشر في هذا المجال. وقد نجحنا في وضع اتفاق مع تلاثة دور نشر لنشر مجموعة من المؤلفات.فنحن نساهم في وضع طرق جديدة للعمل.» هذه التظاهرة الثقافية الكبرى تأتي لتأكيد إرادة رغبة المجلس ووزارة الجالية ووزارة الثقافة الى اعطاء الثقافة مكانة مركزية في إشكالية الهجرة وابراز الالتزام الثقافي للمهاجرين المغاربة في البلدان التي يقيمون بها والروابط القوية التي تجمعهم بالبلد الاصلي المغرب. وبهذه المناسبة سيتم ترجمة عدد من الاعمال لمغاربة من مختلف البلدان التي تناهز حوالي 20 عنوانا من العربية نحو الفرنسية ،او من الهولندية نحو الفرنسية كما سيتم عرض حوالي 1000 عنوان من كتب ومجلات حول الهجرة وتعتبر أكبر مكتبة حول الهجرة لم يتم تجميعها لأول مرة بالمغرب.و30 مائدة مستديرة حول الهجرة بمختلف اشكالها،وسوف تتم استضافة 100 شخصية بالمعرض ما بين كتاب وفنانين مغاربة من مختلف ارجاء العالم ،وشخصيات سياسية من مجال السياسة ،الثقافة والفن .وستنظم ايضا 9 امسيات فنية كما سيتم يوميا الاختفاء بكتاب وتوقيعات لأعمالهم كما ان هناك برمجة خاصة بالاطفال تتضمن تنشيط ثقافي ،مسرحي وقراءات. كما سيتم احتفاء خاص لسينما المغربية سواء للمخرجين او الممثلين العاملين عبر العالم. طبعا هذا المعرض الذي يعتبر مبادرة جد هامة التي دفعت بها وتبنتها وزريرة الثقافة السابقة ثريا جبران وتبناها الوزير الحالي سالم حميش تستجيب لمطلب اساسي من مطالب مغاربة العالم وهو تلبية الطلب الثقافي والتعريف باعمال أجيال جديدة من الكتاب والمفكرين المغاربة عبر العالم في بلدهم كما ان المعرض هو وسيلة لدفع بالكتابة المغربية نحو العالمية . بفضل المغاربة في القارات الخمس اصبح المطبخ المغربي عالميا وهونفس الدور الذي يمكن ان يلعبه مغاربة العالم لتعريف بمنتوجات بلدهم الفكرية الأدبية.