لا يتوقف البيضاويون عن المطالبة بإحياء «مدن الألعاب» أو إنشائها ، لأن أبناءهم محرومون من اللعب! المسؤولون بدورهم في كل مرة يعدون ببناء مرافق للألعاب وبأنهم بصدد رصد ميزانية لهذا الغرض، وبأنهم سيخصصون بقعا أرضية تتسع للألعاب الموعودة. مرت السنوات تلو السنوات وكبر الاطفال وولد آخرون ، وحكى آباؤهم حكاية توفير الألعاب في المدينة وأقنعوهم بالصبر، لأن المسؤولين «منهمكون» في إيجاد الأرض واعتماد الميزانية المكلفة جدا ، وبأن «عرقهم» يتصبب في كل يوم ، نظرا للجهد المبذول في هذا الاتجاه! وفي كل مرة يرحل المسؤولون الأولون ويحل محلهم مسؤولون جدد، ولم نعد نسمع إلا أن حديقة الحيوانات بعين السبع تضررت حيواناتها وشاخت، وأصبحت المفترسة منها لا تأكل اللحم وعوض ب «الكونفليكس» ، لأن لحم الحمير لم يعد متوفرا، وأصبح بدوره مستهدفا من بعض أصحاب «الصوصيص»، وباقي الحيوانات ربما تطعم بالخبز والشاي ، وهي بذلك فقدت طبيعتها الحيوانية! أما حديقة الألعاب ياسمينة ، وفي انتظار مدينة الألعاب/ الحلم، تم الإجهاز على حقوق عمالها الذين تحولوا إلى معتصمين أمام الولاية، فيما أقبرت الحدائق التي أثثت بعض الأحياء الشعبية، ليخرج المسؤولون من جديد، ويعلنوا بأن الارض لم تعد متوفرة في الدارالبيضاء، ولم يعد هناك من حل سوى الالتجاء الى حديقة السندباد، التي ستتم إعادة بنائها من جديد، وستمنح لشركات كبرى و.. و..! لن نسأل عن مآل الميزانيات المرصودة في السابق لمدن الألعاب، ولن نسأل عن أي شيء، وعن تفويت الاراضي والمستفيدين منها ، فقط نستمر في الحكاية. لما طرح موقع السندباد، دخلت جهات «قوية» على الخط، احتار معها المسؤولون في أمرهم ولم يستطيعوا الحسم في الموضوع. وفي الحقيقة، إن مدن الألعاب، مختزلة في مدينة واحدة هي الدارالبيضاء، لكن «اللعب» فيها يبقى مقتصرا على الكبار فقط. فهم من «يلعب» في الاراضي والعقارات والصفقات وغيرها ، وما على الاطفال إلا أن يتفهموا ذلك، وأن «يكبروا» عقولهم، لأن أولئك الكبار يعشقون اللعب أكثر منهم!