حينما نقرأ عناوين تحمل أرقاما من هذا النوع: - 4 ملايين مغربي في سكن غير قانوني. - ثلاثة ملايين مغربي لا يجدون ثمانية دراهم للعيش في اليوم. حينما نقرأ أرقاما من هذا النوع، وبهذا الحجم، ننتبه إلى هذه الشريحة الواسعة التي تصل إلى ثلاثة ملايين مغربي، التي حُكم عليها أن تفطر وتتغدى وتتعشى بأقل من ثمانية دراهم في اليوم الواحد، ثم ننتبه أيضا إلى بعض هذه الشريحة وقد أضيف إليها بعض من شريحة أخرى، ممن يسكنون في مساكن عشوائية وغير قانونية وغير لائقة لحفظ إنسانية الانسان وكرامته، وهو انتباه يجعلنا نقف على هذه الحقيقة المرة، المتمثلة في أنه رغم المجهودات التي بُذلت وتبذل على مستوى التنمية البشرية وعلى مستوى محاربة الفقر والهشاشة، وعلى مستوى محاربة البناء العشوائي ومدن الصفيح، التي قيل، والله أعلم، إن بلادنا ستخلو منها في أفق 2010، رغم كل ما بُذل ويُبذل فإن أرقام كل هذا الفقر لاتزال صارخة، وأرقام كل هذا البناء العشوائي لاتزال صادحة وصادعة بالحقيقة المرة: إننا مازلنا بعيدا عن الهدف: مغرب بدون مدن صفيح وبدون أحياء عشوائية ومغرب يحفظ كرامة كافة مواطنيه.