أفادنا مراسلونا بكل من أقاليم إفرانوخنيفرة وأزيلال أن مجموعة من القرى والمداشر دخلت فيما يشبه مرحلة «البيات الشتوي» منذ أسبوع، بعد أن تهاطلت الثلوج على هذه المناطق وقطعت المسالك المؤدية إليها. السكان الذين قاموا بالتزود بحاجياتهم من المواد الأساسية لكي لاتتكرر نفس المأساة خلال السنة الماضية عندما وجدت وزارة الداخلية نفسها مضطرة لاستعمال طائرات الهيليكوبتير لإيصال المواد الغذائية للمواطنين المحاصرين بالثلوج،كما وقع بكل من دواوير (البقرية، سلوان، أكدال، تمشاشاط، تسماكت) بجماعتي تمحضيت وسيدي المخفي إقليمإفران وبكل من زايدة،أجدير،آيت أوفلا،أجدير، تونفيت،آيت سيدي يحيى أويوسف، أكديم،أمنزي بإقليمخنيفرة. لكن الوضعية المتأزمة هي التي تعيشها الدواوير المتاخمة لجبل العياشي بالأطلس المتوسط وسكان أيت عبدي بإقليم أزيلال، حيث انطلقت عندهم من جديد مرحلة البيات الشتوي، فقد أفادنا مراسلنا من هناك بأن حوالي 4000 نسمة من قبائل أيت خويا حماد و أيت ودير و أيت عفال سيعيشون حصارا حقيقيا يمكن القول على أنه بيات شتوي قد تصل مدته إلى أكثر من شهر. سكان هذه المشايخ الثلاث قاموا بالتزود من السوق الأسبوعي لجماعة زاوية أحنصال المجاورة بالمواد الغذائية وكل حاجياتهم وأوقفوا تعليم أبنائهم استعدادا لهذه المرحلة. وحسب إفادة مراسلنا من عين المكان فإن الثلوج التي تساقطت بشكل مكثف منذ أسبوعين قامت بسد مجموعة من الفجاج والممرات الجبلية مطبقة حصارا محكما على هذه القبائل المنتشرة في جبال الأطلس المتوسط والكبير خاصة وأن سمك الثلوج يتراوح مابين ستون سنتمترا و أربعة أمتار في مناطق مختلفة، الأمر الذي يعزل المنطقة بكاملها على المحيط الخارجي، ويتسبب أيضا في نفوق قطعان الماشية ونفاد العلف، حيث يقل العشب و تتجمد المياه.