قد يواجه والدا الطفلة البريطانية المختفية، مادلين ماكان، عقوبة السجن لعدة سنوات إذا ما تم إثبات الاتهامات الموجهة إليهما بخصوص اختلاقهما قصة اختطاف مادلين للتغطية على وفاتها. وجاء هذا الاتهام بعد انتهاء المحقق البرتغالي السابق، والذي كان أول من تكلف بالتحقيق في ملف اختفاء مادلين، غونكالو أمارال، من إعداد كتاب بعنوان «حقيقة الكذبة» يؤكد فيه أن الطفلة مادلين ماتت، غير أن هذا الكتاب لا يزال ينتظر الحصول على حقوق النشر بعد أن اعترض عليه الأبوان بدعوى أنه يمثل تشهيرا بهما. وقال ‹أمارال› إن محاولته إسقاط الأمر القضائي المتعلق بمنع نشر الكتاب حول تورط الأبوين في اختفاء ابنتهما، وقال إن ما يقوم به يدخل في إطار الدفاع عن ‹الحقوق الأساسية›، متعهدا بمواصلة المعركة التي يخوضها في ردهات المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان. وخلال جلسة الاستماع التي تم عقدها الأربعاء الماضي، اعترف الأب جيرالد ماكان، بأنه هو وزوجته ارتكبا خطأ عندما تركا أبناءهما لوحدهم في الغرفة، لكنه أصر، ونبرة الغضب في صوته، على أن جميع المعنيين بما وقع مخطئون بدورهم. وقالت الزوجة ‹كيت ماكان› إنه من الصعوبة بما كان الاستماع إلى تلك الاتهامات التي تشير إلى أننا ابتدعنا قصة اختطاف مادلين، لكن ليس ثمة ما هو أسوأ من فقدانها. وجاء على لسانها: «أنا صادقة في ما أقول، لقد أخذت منا طفلتنا، ولن يحدث أي شيء أسوأ من ذلك. لقد كان الأمر صعبا، وأثر في كثيرا، لأنني أعرف ما هو وارد في ملفات القضية وأعرف ما سيتم الخروج به. لذلك فإنه من الصعب أن تستمع إلى أمور غير صحيحة وغير حقيقية. وفوق كل ذلك، هناك طفلة صغيرة، وأعتقد أنه من المهم ألا ننسى ذلك». وأضافت أنها لم تندم قط على متابعتها هذه القضية: «أنا سعيدة أننا اتخذنا المبادرة، ونعتقد أن الأمر سيكون لصالح مادلين.» وفي ردها على سؤال حول القضية التي رفعتها ضد المحقق السابق ‹أميرال›، قالت ‹كيت›: أنا واثقة، سنفوز بالقضية». ومن جهتها اتهمت محامية ماكان، إيزابيل دوارت، المحقق السابق أمارال بمحاولة إخضاع الزوجين للمحاكمة. ولقد استمعت المحكمة في جلستها تلك إلى العديد من مسؤولي الشرطة الذي اعتبروا أن الأبوين يتحملان مسؤولية اختفاء ابنتهما. وفي ذلك الإطار، قال رجل شرطة برتغالي سابق يدعى ‹فرناشيسكو مويتا فلروس› أول أمس إن الشرطة لم تكن تصدق منذ اليوم الأول قصة اختطاف الطفلة البريطانية مادلين ماكان من غرفة والديها بمنتجع ‹برايا دا لوز› بالبرتغال. وقال فرنشيسكو إن تلك ‹القصة› اخترعها أبوا الطفلة لتبرئة نفسيهما من تهمة إهمال الطفلة، مشيرا إلى أنهما لم يخضعا للمتابعة في هذا الصدد لحد الآن، وأن الشرطة كانت غير مركزة على تلك النقطة بسبب إدعاءات الأبوين بأن مادلين تعرضت للاختطاف والضجة الإعلامية وكذا بسبب الضغوط السياسية التي أحاطت بالقضية. وقال الشرطي السابق إنه يتعين أن تتم متابعة الزوجين بتهمة الإهمال، لأنهما تركاها نائمة وتوجها لتناول وجبة العشاء في مطعم مجاور.