انتظر سكان العاصمة الاقتصادية أن يتخلصوا من مشاهد النفايات وتلال الأزبال المتكومة بناصيات الشوارع وملتقيات الأزقة وعلى مقربة من صناديق القمامة التي باتت تضيق «أحشاؤها» بالأكياس السوداء وشرعت تلفظها خارجا، اعتقادا منهم بأن صفقة التدبير المفوض لقطاع النظافة ستأتي بالخلاص، إلا أن بعضا منهم انضاف إليه هم آخر إلى مشهد النفايات، وهو المرتبط بالتلوث وانتشار الروائح الكريهة وتفشي الأمراض الجلدية وأمراض الحساسية وتكاثر الحشرات إضافة إلى الضجيج والإزعاج ليل نهار ! من بين هؤلاء المواطنين/المتضررين سكان دروب «لمعيزي، الانجليز والبحيرة»، الذين ضاقوا ذرعا بمطرح للنفايات تستغله شركة سيطا بملتقى شارع الزيراوي وادريس الجاي، الذي يتم تجميع الأزبال به على مر اليوم في كل وقت وحين حسب المتضررين وتركها هناك تفعل فعلها في المحيط مساهمة في تلويثه ونشر سمومها في كل مكان، ولايتم تجميعها من هناك إلا ليلا حيث تشرع الشاحنات في التوجه نحو المطرح المحلي لشحن النفايات لتوجيهها نحو مطرح خارجي، لتبدأ فصول أخرى من المعاناة بفعل الضجيج والضوضاء ! مشكلة لم تنفع الشكايات تلو الشكايات التي وجهها السكان للمسؤولين على اختلاف مراتب مسؤوليتهم لسنين طويلة، من أجل حلها والتدخل لتخليصهم من هذه المعاناة اليومية التي تشمل فصولها الليل كما بالنهار والتي تعايشت معها أجيال عديدة، وكانوا ولايزالون يترقبون الأمل في أن يستفيقوا يوما دون أن تزكم أنوفهم روائح الأزبال الكريهة أو «تتلوث» أعينهم بمشاهد النفايات في كل مكان!!