قد ينتابك الخجل وأنت تجوب شوارع الدارالبيضاء وأزقتها جراء تأثيثها بالأزبال التي تفاقمت خلال هذا الشهر الكريم، وكأن عمال الجماعة والمقاطعات المكلفين بجمع النفايات، بواسطة الشاحنات المخصصة لذلك، في عطلة، ولربما قد «اعتمروا»! إن المواطن يعاني كثيرا من الروائح النتنة للأزبال ومن مخلفات الشاحنات التي تجول أزقة وشوارع البيضاء بكل مقاطعاتها، وقد استفحل الوضع بشكل جلي في شهر الأمساك!! ورغم الإشارات المتعددة في مختلف الجرائد ، فلايزال المسؤولون بمجلس المدينة والعمالات والمقاطعات المعنيين بمجال النظافة، صامتين أمام هذه الوضعية الكارثية التي تتسبب في تلوث المدينة، وكذا انتشار الأمراض التي تصيب الأطفال والمسنين خصوصا. والغريب أن الأزبال تؤثث فقط شوارع وأزقة وأحياء الدارالبيضاء الشعبية، أما إذا زرت ضواحي الوازيس وبولو وكاليفورنيا ولاكورنيش وعين الذئاب وأنفا وكل الأحياء الراقية، فكأنك تجول في كوكب آخر....! فالإقصاء والتهميش والإهمال، يبقى السمة البارزة لدى سكان المناطق الشعبية من درب السلطان، عين الشق، الحي المحمدي، ابن امسيك ، سيدي عثمان، الصخور السوداء، عين السبع والبرنوصي وسيدي مومن والحي الحسني والألفة و... إن الوضع البيئي المتردي بمختلف الأحياء والنقط الشعبية ، يثير العديد من التساؤلات حول نجاعة التدبير المفوض لقطاع النظافة بالعاصمة الاقتصادية ، كما يشكل أحد الإكراهات الكبرى أمام مدبري الشأن العام المحلي ، الذين اعتاد بعضهم التباهي بالإنجازات «الورقية» أمام الكاميرات !!