يدخل منتخب الكاميرون غمار نهائيات كأس إفريقياللأمم بقوة من أجل الظفر بلقبه القاري الخامس، حيث سيلعب ضمن المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات تونس والغابون وزامبيا. ويعول منتخب «الأسود غير المروضة» في هذه المهمة الصعبة وغير المستحيلة على تشكيلته القوية والمتجانسة، التي تجمع بين فتوة شبانه وخبرة مخضرميه، كالمدافع الصلب ريغوبير سونغ والهداف الفذ صامويل إيطو. وتحمل هذه المشاركة رقم 16 بالنسبة لمنتخب الكاميرون في النهائيات القارية، كما أنها تعتبر المشاركة الثامنة (رقم قياسي) للعميد المتمرس سونغ (33 عاما)، الذي خاض حتى الآن 33 مباراة (رقم قياسي)، علما بأنه حمل الكأس القارية في دورتي 2000 و2002. ويبدو أن منتخب الكاميرون، الذي يحتل المركز 11 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، يتوفر على كل المؤهلات لفرض ذاته في المجموعة الرابعة، حيث يبقى منتخب تونس الوحيد القادر على بعثرة وخلط أوراق هذه المجموعة. فتحت إشراف المدرب فوزي البنزرتي، الذي تمت الاستعانة به لقيادة منتخب «نسور قرطاج»، بعدما خرج خاوي الوفاض من النهائيات العالمية بجنوب إفريقيا، رفقة المدرب البرتغالي هومبرطو كويلهو، سيسخر منتخب تونس كل إمكاناته البشرية والتقنية لتعويض هذا الفشل في النهائيات القارية بأنغولا. ويتحتم على منتخب تونس، صاحب المركز 53 عالميا والحائز على اللقب القاري مرة واحدة سنة 2004 ببلاده على حساب المنتخب المغربي، التخلص بسرعة من الإحباط إن هو أراد المنافسة على إحدى بطاقي المرور للدور الثاني، خاصة وأنه يتوفر على لاعبين من طينة كريم حقي وراضي الجعايدي وعصام جمعة في غياب ياسين الشيخاوي نجم فريق زوريخ السويسري، الذي سيكون الغائب الأكبر عن مجموعة البنزرتي بسبب الإصابة. أما منتخب الغابون، المحتل للمركز 48 عالميا، فلا يتوفر على نجوم كبار، ولكنه يضم بين صفوفه عددا من اللاعبين المتميزين، مثل روغوي ميي، لاعب فريق أنقرة سبور التركي وهداف المنتخب في التصفيات (أربعة أهداف)، وبيير إيميريك أوباميانغ، المحترف في فريق ليل الفرنسي. ويعول المدرب الفرنسي آلان جيريس في خلال هذه المغامرة الإفريقية على تجربة لاعبيه المحترفين الممارسين في البطولات الأوروبية، وخاصة الفرنسية منها، في أفق التصدي لقوة منافسيه والخروج بأقل الخسائر. ويبقى على منتخب زامبيا (86 عالميا)، الذي يشكل حسب المتتبعين الحلقة الأضعف في المجموعة الرابعة، بعدما كان يقام له ويقعد في سنوات السبعينات والتسعينات من القرن الماضي، اتخاذ جميع الاحتياطات في مواجهته لمنتخبات، تعتبر متمرسة ولها كلمتها على الساحة القارية. فبعدما خاض نهاية دورة 1974 وخسرها أمام منتخب جمهورية الكونغو، عاد بعد عشرين عاما (1994) ليكرر السيناريو ذاته، وينهزم هذه المرة أمام منتخب نيجيريا، ليتوارى بعد ذلك فاسحا المجال أمام منتخبات تبحث لنفسها عن مكان تحت شمس القارة السمراء.