يعتبر عبد الكبير الحقاوي، المقيم حاليا بفرنسا، من الوجوه الجمعوية المغربية التي بصمت ، بالعاصمة الفرنسية باريس، مكانتها. فقد حمل الحقاوي، صاحب كتاب «من التهميش إلى الاندماج» الصادر سنة 2001، على عاتقه مهمة النضال على واجهتين: محاربة العنصرية والاقصاء الاجتماعي الذي يتعرض له المهاجرون بفرنسا، والمساهمة في تنمية البلدان «المصدرة» للمهاجرين من خلال تمويل مشاريع تنموية مختلفة في بلدانهم الاصلية. ولأجل تحقيق هذا يقول الحقاوي، رئيس فيدرالية الوكالات الافريقية للتنمية حاليا، تم تأسيس جمعية «تضامن الأفارقة بفرنسا» في سنة 1984 من أجل مساعدة المهاجرين، والدفاع عنهم ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل التي تعترضهم ببلد المهجر. ولم تمض على اشتغال الحقاوي، المعروف بنضاله السياسي والحقوقي واهتمامه بقضايا الناس على أرض الواقع، في هذا الحقل سوى سنتين لتتبلور الفكرة ويتم إنشاء «إيد فيديراسيون» من أجل الاهتمام بقضايا التنمية بإفريقيا ودول الجنوب سنة 1986. لقد ساهم اجتهاد الحقاوي وإيمانه بفكرته النبيلة بشكل كبير، في نجاح هذا المشروع، حيث تفرعت عن هذه المنظمة غير الحكومية التي يرأسها، 16 فرعا عبر دول العالم. فعندما يتحدث الحقاوي عن الدور الذي لعبته 165 جمعية للتنمية عبر العالم تتمتع بصفة العضوية بفيدرالية الوكالات الدولية من أجل التنمية ، يشير بالأساس إلى ما ساهمت به في تنمية البلدان الأصلية للمهاجرين من خلال تمويلها مشاريع تنموية مختلفة، وذلك لتوفير الظروف الملائمة للحياة الكريمة، الشيء الذي سينعكس إيجابا على سكان هاته الدول ويجعلهم يفضلون الاستقرار ببلدانهم الأصلية بدل ركوب المخاطر.. حين تسأله عن مشاريع الفيدرالية بالمغرب وتتحدث إليه عن منطلقها ومآلها، ترتفع درجة حماسته، يسترجع معك «التوقيع مع المغرب اتفاقية / بروتوكولا سنة 1998 بهدف التعاون سويا» ويتحسر ل«بعض العراقيل الخارجة عن إرادة الفريقين التي أخرت تحقق التعاون إلى حدود صيف 2009»، غير أنه بعد ذلك يحدثك بانشراح وكثير أمل بعد انخراط «إيد فيدراسيون» في تجربة «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية» مع شركاء مغاربة. «إن تعاوننا مع بعض العمالات وكذا المجالس البلدية يوحي بتقدم كبير ونجاح هذا المخطط الذي ابتدأناه بمدينة المحمدية، من خلال شراكة كان لعامل عمالة المحمدية عبد العزيز دادس، السنة الماضية، دور مهم في تثبيت أسسها، إذ سمحت لنا بالتكفل بحوالي 2000 طفل لأجل تمكينهم من المخيمات الصيفية»، يقول الحقاوي. و«نفس الأمر كان بالنسبة لمدينة سلا حيث نحن الآن بصدد تنفيذ «مبادرة أمل سلا»، التي تروم تحسين ظروف التحصيل التعليمي بمدرسة العلامة المدني الصفار بسلا»، يشير الحقاوي. و«تشكل «مبادرة أمل سلا»، التي «تم التوقيع على بنودها في شهر يونيو من السنة الماضية» يضيف الحقاوي، ثمرة تعاون ما بين «إيد فيدراسيون» وعمالة سلا في شخص عاملها علمي الزبادي ورئيس اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية». وعملت «مبادرة أمل سلا» بالإضافة إلى محاربتها وفق مخططها الهدر المدرسي، على تدبير الوقت الثالث للتلاميذ، وتمكينهم من ولوج واستعمال الانترنيت، على تحسين شروط التمدرس من خلال انجازها عمليات إصلاح وترميم لعدد من بنيات مدرسة العلامة المدني الصفار بسلا (المرافق الصحية وغيرها ). كما قامت، هذه المبادرة، التي تعتبر إحدى تجليات مساهمة «إيدفيدراسيون» في تنمية البلدان الأصلية للمهاجرين، بإنشاء مطعم بداخل المدرسة، الذي سيتم تدشينه يوم الخميس المقبل، وسيمكن تلاميذ مدرسة العلامة المدني الصفار بسلا من الحصول على وجبات غذائية داخل المدرسة. كا سيتم نفس اليوم توزيع مجموعة من الأدوات والتجهيزات والألبسة علىهم.