شددت بسيمة الحقاوي، رئيسة لجنة القطاعات الاجتماعية بالبرلمان، على أن خطورة أقراص الغد لمنع الحمل، التي تم إدخالها إلى المغرب سنة 2008, (يتعلق الأمر بقرص يتعين تناوله بوصفة طبية واستعماله بعناية وحذر كوسيلة للمنع الاستعجالي للحمل )، تكمن في انعكاساتها الاجتماعية والثقافية، في ظل غياب ضوابط أخلاقية وقانونية تقنن ترويجها، وأبدت الحقاوي مخاوفها من أن يستغل ترويج هذا الدواء بشكل واسع بالصيدليات المغربية، للالتفاف على المنع القانوني للإجهاض. مما سيجعل، بحسب الحقاوي، الإجهاض المبكر مباحا ومتاحا، وهو ما سيشكل، تؤكد الحقاوي، انقلابا في ثقافة المجتمع، يؤسس لثقافة غياب الردع، خاصة فيما يتعلق بالحمل غير الشرعي خارج إطار العلاقات الزوجية، بل وحتى في حالات الحمل الشرعي إذا لم يتم الالتزام بضوابط أخلاقية وقانونية تحمي اللجوء إلى هذه الوسيلة في حالات الحمل غير المرغوبة فيها. هذا، ويسعى المختبر المنتج لـأقراص الغد لمنع الحمل، الذي يتم استيراده لحد الآن، إلى الحصول على إذن من وزارة الصحة بالتسويق في المغرب، في أفق الترخيص له بتصنيعه. وتتأكد هذه المخاوف -تضيف الحقاوي ـ إذا ما تم استحضار البعد التجاري في منح الترخيص بتصنيع هذا الدواء للمختبر المعني بالمغرب، الذي يسعى إلى الحصول عليه من وزارة الصحة، مع الإذن بالتسويق. مشيرة إلى أن السعي وراء الربح من ترويج هذا المنتوج سيكون على حساب التضحية بثقافة المجتمع وبمرجعيته، أما أن يستعمل في نطاق ضيق تحت مسؤولية الطبيب بعناية وحذر فهذا مسموح به. وأكدت الحقاوي أن استعمال هذا الدواء في أوروبا كان من بين أسباب ارتفاع حالات الإجهاض المبكر. وأوضح مدير الإسكان بوزارة الصحة، عبد الواحد زيراري، في لقاء دولي حول المنع الاستعجالي للحمل، وسيلة لتحسين الصحة الإنجابية، مؤخرا، أن المنع الاستعجالي للحمل، المعروف أيضا تحت اسم أقراص الغد لمنع الحمل، يتعلق بقرص يتعين تناوله بوصفة طبية واستعماله بعناية وحذر.