المتهم في هذه القصة الواقعة التي كان مسرحها أحد أحياء العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، لم يكمل بعد 25 سنة، كان يساعد والده في متجره ويعيش بدون مشاكل وسط عائلته الي درجة أنه لم يكن يفكر حتى في الزواج والحال أن معظم الأسرة الأمازيغية تعمد الي تزويج بناتها وأولادها في سن مبكر، وكان محدود العلاقات مع أقرانه، ولطيفا مع الزبناء... فجأة تغيرت تصرفاته رأسا علي عقب تجاه عمله وأسرته بل حتى احترام والديه، وسبب هذ التغيير تعرفه علي شابة تكبره بعشر سنوات تسكن بنفس الحي بغرفة تكتريها مع ثلاث صديقات أخريات قدمن للعاصمة للعمل وعند عدم وجوده تعاطين للدعارة. العائلتان ضد الزواج اكتشف الشاب الجنس، فنسي كل شيء الى أن طرده والده ليس فقط من الدكان، لتأكده أنه أصبح يسرق له النقود والمواد الغذائية ويحملها الي صديقته، بل منعه من الدخول لمنزل خاصة بعدما أخبره ابنه أنه قرر الزواج من محبوبته، حتى يتم له ذلك، انتقل الشاب مع معشوقته لدى عائلتها بإحدى القرى بضواحي العاصمة العلمية فاس، لكنه صدم من طرفها كذلك عندما أكد له والدها أن بنته متزوجة من شخص آخر، غادر هو كذلك الدوار للبحث عن عمل بآكدير ولم يعد منذ 5 سنوات، وأنه والحالة هذه لا يمكنهما الزواج، وعليها الافتراق. الحرمان من المال والجنس بقيت المعشوقة في «براكة» والدها فيما قفل راجعا صديقنا الشاب الى الدارالبيضاء مجروح القلب، فوجد باب منزل الأسرة مغلقا، وسلمته أمه بعض الأكل من النافذة لأن الأب هددها بالطلاق إن هي فتحت الباب وادخلت المسخوط ابنه. تحولت حياة هذا الشاب الي جحيم خلال أسبوع، كان ينام خلاله في الشارع خاصة بعدما رفضت صديقات محبوبته استقباله بغرفتهن المشتركة. باع هاتفه النقال وكذلك بعض ملابسه التي كانت أمه تمدده بها، وكل ذلك كان هينا عليه، لكن صدمته كانت كبيرة عندما رأى حبيبته تعود للغرفة ودخل معها لكنها أفهمته أن يبتعد عنها، خاصة وانه لم يتبق لديه نقود ليعيشا بها، وأنها رفضت أن ينام بالغرفة وشريكاتها وطردته. البطالة وتعاطي الفساد وكما صرحت بذلك صديقاتها، فإنهن كن عاملات موسميات، وعند عدم توفر فرصة العمل كن يتعاطين للدعارة في تلك الغرفة أو مع أصحاب السيارات والشاحنات. عند اكتشاف صديقنا لتصرفات عشيقته، لم يتحمل أن تقدم جسدها لغيره فهددها بالقتل إن هي استمرت في ممارسة الدعارة، راح يبحث عن أي عمل وحصل علي نقود، وتمكن من كراء غرفة لأسبوع واشترى هدية جميلة عبارة عن «شال» واستدرج محبوبته للغرفة للاحتفال بالمناسبة، وبعد أن تناولا الحلوى والمونادا حاول ممارسة الجنس معها لكنها امتنعت وهددته إن حاول مضاجعتها بها ، فإنها ستفضحه في الدرب وتشكيه للبوليس... الحل هو القتل كانت تلك الكلمات آخر ما ستنطق به هذه الضحية التي جعلت من هذا الشاب ضحية هو كذلك لكونه اكتشف الجنس عن طريقها وكان يعتقد أنها الوحيدة التي تحسن فعل ذلك، لكنه اكتشف في الأخير أنها لا تريد الحياة معه ، فقرر وضع حد لحياتها. مد يده إلى السكين الذي كان قد وضعه تحت الحصيرة وأمرها أن تغمض عينيها حتى يخرج الهدية/المفاجأة، وما إن فعلت حى سدد لها طعنة مباشرة للقلب ولما سقطت ذبحها من الوريد إلي الوريد ليتأكد أنها ماتت. الاعتراف القضائي ترك الجثة في الغرفة التي غادرها ليتم اكتشافها من طرف الجيران واخبار الأمن وإعطاء اسمه وأوصافه ليتم القبض عليه بمنزل والده بعد أن أفهمه أنه قد افترق عن الفاسدة. بعد انجاز محضر الضابطة القضائية وتقديمه أما م النيابة العامة تمت متابعته بجناية القتل العمد مع سبق الأصرار والترصد والفساد طبقا لمقتضيات الفصول 394-393-392 من القانون الجنائي، علما أن العقوبة القصوى هي الاعدام. بعد انتهاء التحقيق، قدم المتهم للمحاكمة أمام غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالبيضاء التي اعترف أمامها بقتل الخائنة التي تفضل الفساد بدل العيش مع رجل واحد. بعد مرافعة النيابة العامة والدفاع المعين لفائدته من طرف رئيس الجلسة في اطار المساعدة القضائية، ادرج الملف للمداولة وتمت إدانته بثلاثين عاما سجنا نافذا.