شعارات وغيرها رددها عدد من موظفات وموظفي قطاع الصحة صباح يوم الأربعاء 23 دجنبر الجاري في وقفتين احتجاجيتين شهدهما كل من مستشفى الفارابي ومقر المديرية الجهوية للصحة بوجدة وذلك تنديدا بما وصفوه بالأوضاع المزرية وسوء التدبير بقطاع الصحة. وقد شارك في هذه الوقفة، والتي أطرها المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة العمومية المنضوي تحت لواء الفدرالية الديموقراطية للشغل والمكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة (الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب)، عدد كبير من موظفي القطاع بالمؤسسات الاستشفائية والمراكز الصحية والإدارية، وعبروا من خلال بيان، نتوفر على نسخة منه، عن احتجاجهم لعدم احترام المدير الجهوي للصحة للوقت المتفق عليه للاستجابة لملفهم المطلبي، الذي كان موضوع لقاءات متتالية مع المكتبين النقابين المذكورين، كل على حدة، وتناول معضلة الخصاص المهول والحاد في الموارد البشرية خاصة فئة الممرضين، إضافة إلى تردي الخدمات بالمؤسسات الاستشفائية بسبب استفحال ظاهرة الإدمان المفرط على العمل بالمؤسسات الخاصة وتأثير ذلك على بقية الشغيلة في غياب تطبيق الفصل 15 من قانون الوظيفة العمومية، والدفع بالمريض لمغادرة المستشفى باستخدام شبكة من المتواطئين نحو المصحات الخاصة بدعوى غياب جودة الخدمات بالمؤسسة العمومية ومفتاح سرها contre avis médical، والتواطؤ المكشوف مع الفئة المستهدفة من هذه الوضعية بالتستر عليها وعدم مراقبتها، زيادة على عدم الاستجابة للنداءات المستعجلة وتعقيد ظروف العمل لفئة الممرضين والعاملين بقسم المستعجلات بدفعهم للتصادم مع المرضى وفي مركز التشخيص بتباعد المواعيد أو التماطل في الاستقبال أو عدم احترام أوقات العمل والغياب غير المبرر لهذه الفئة، هذا إلى جانب نهج سياسة الكيل بكيالين في ما يخص المجالس التأديبية وحصرها في الفئات الضعيفة وتمتيع من وصفهم البيان ب»ناهبي الوقت والمال العام والمرتشين» بالتستر والتواطؤ. كما تطرق البيان إلى نقص المرافق الصحية والموارد البشرية وعدم تعويض المحالين على التقاعد في جل المركز الصحية، والتوزيع غير العادل للتعويضات عن الحراسة والمداومة و»التحيز المفضوح لفئة دون غيرها وصرف الملايين للأشباح مقابل دريهمات للمغلوبين على أمرهم»، وكذا تدمير روح العمل الجماعي وإذكاء روح الانتهازية والنفعية وقتل الضمير والواجب واستغلال متاع الدولة لأغراض شخصية بما فيها السرقات، كما تمت الإشارة إلى مسألة عدم تسوية الوضعية الإدارية لحاملي الإجازة ومماطلتهم محلي ووطنيا، إضافة إلى معاناة مستشفى الحسن الثاني للأنكولوجيا من النقص الحاد في الممرضين والعمل في ظروف غير صحية. وأضاف البيان بأن المسؤول الأول الإقليمي، والذي عمد إلى مغادرة مكتبه بمجرد وصول المحتجين إلى مقر المديرية، مازال مستمرا في التملص والتهرب من إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل المطروحة ومن تطبيق القانون بدعوى أنه ليس «دركيا»، وهو الأمر الذي أدى إلى تراكم معضلات النقص الحاد في فئة الممرضين والنتيجة استنزافهم ودفعهم إلى العمل على الأعصاب والإعطاب تحت سوط الترهيب والتعسف ودوس كرامتهم -يقول البيان- وفي ختام الوقفتين أصدر المكتبين النقابيين بيانا نوهوا من خلاله بالمشاركة الإيجابية والفعالة للشغيلة الصحية في الوقفة الاحتجاجية، وبالتجاوب الكبير بين النقابتين الحريصتين على وضع حد للفساد المستشري بقطاع الصحة العمومية، مهيبين بذوي الضمائر الحية التدخل من أجل وقف ما وصفوه بالنزيف وإرجاع الأمور إلى نصابها، كما أكدوا استعدادهم لمواصلة النضال بالطرق المشروعة حتى تحقيق المطالب وحفظ الكرامة ورد الاعتبار.