أثير مؤخرا نقاش بيزنطي بين الجسم الصحفي المحلي والمكتب المسير لأولمبيك آسفي حول أشياء تبدو تافهة من الوهلة الأولى عند قراءة البيان الصادر سواء من هذا الطرف أو ذاك . لا أريد مناقشة حيثيات وخلفيات المشكل القائم والمفتعل، بقدر ما تتوخى هذه الورقة الإعلامية الإحاطة بالأدوار والوظائف المنوطة بالفاعل الرياضي والفاعل الإعلامي. بالنسبة للفاعل الرياضي ونقصد به المكتب المسير لأولمبيك آسفي، يعلم الجميع أن الولادة القيسرية للمكتب الأخير كانت متماهية مع مثل «يدك ويد القابلة حتى خرج الحرامي عور»، هذا مفهوم ومعلوم، ما الذي استفز حقيقة المكتب المسير الحالي أو جزء منه حتى ادعى أنه يتعرض لحملة مغرضة ومسمومة من قبل بعض الإعلاميين، وكيف أصدر بيانا تافها أسقطه في فخ لعب الدراري، بدل القيام بالمتوجب عليه والذي من أجله «انتخب» .. تدبير إكراهات ومشاكل الفريق، رعاية أوضاع اللاعبين، وضع خطة استراتيجية لمواكبة ومصاحبة الفريق لتحقيق الأهداف. أما بالنسبة للفاعل الإعلامي، فمن وظائفه الأصيلة والأساسية.. الحصول على المعلومة الرياضية، تزويد الرأي العام بالمستجدات، مواكبة الأنشطة، ونقل الأحداث والوقائع التي تجري في الملاعب، استجواب المسير واستنطاق مساره ومساءلة آدائه، وليس الدخول في تنابز مجاني ومواقف بلاستيكية تلبس لبوس الضحية وتصورالأمر على أنه اعتداء على الجسم الإعلامي و«الأقلام الرياضية»، والحال أن الأمر في عمقه ليس كذلك. الموضوعية تقتضي كشف التفاصيل المحركة لهذا الصراع المفتعل. إذ لا يمكن أن تشرب حليب السباع عندما يصدر بيان هزيل هزال تفكير أصحابه وأنت تقبل كمراسل إعلامي - وهنا لا أعمم - الانبطاح ولعق الفتات وتسلم الرشاوى .. ألم يطلب البعض من المكتب المسير تخصيص غذاء يوم المقابلة لبعض المراسلين؟ .. لا يمكن أن نأكل النعمة ونسب الملة. المشكل ليس في التوقيع على عريضة ضد أولمبيك آسفي، لكن السؤال هو مع من ستوقع ولصالح من ؟؟؟ هل نتضامن مع نوازع ذاتية واستيهامات نفسية وحقد شخصي؟ .. المسؤولية المهنية لدى الفاعل الإعلامي، تقتضي التعقل والنضج والنأي عن تصفية الحسابات الضيقة وشخصنة الصراع .