ما أن تتساقط زخات المطر الأولى حتى يتجند «عادل.ع» رفقة أفراد أسرته، فالأمطار التي ينتظر الجميع هطولها بفارغ الصبر ويستقبلونها بتفاؤل كبير وبفرح وغبطة، يضطرون هم أن يستقبلوها ب «الكرّاطات» و أحذية «البوط» علما منهم بأن «سيولا» جارفة من مياه «الواد الحار» التي تغادر المجاري وقنوات الصرف الصحي، ستقتحم عليهم مسكنهم بالطابق الأرضي بالزنقة 17 من حي درب الفقراء بالفداء مرس السلطان. مشهد بات «اعتياديا»/«مألوفا» بالنسبة إليهم مكرهين لامخيرين في هذه الوضعية التي فرضت عليهم بما أن شكاياتهم لم تلق صدى لدى الشركة الفائزة بصفقة التدبير المفوض لقطاع الماء والكهرباء والتطهير، فهي لم تتدخل لاصلاح قنوات الصرف الصحي وتطهيرها، رغم النداءات المتكررة، وفق شكاية المتضررين، ليجدوا أنفسهم مجبرين على أن يشمروا عن سواعدهم ويتعبأوا صغيرهم وكبيرهم لطرد المياه العادمة خارجا بعد أن تؤتي مفعولها في أفرشتهم التي عليهم أن يستبدلوها كل موسم شتاء بفعل تضررها، وإن هم أرادوا غير ذلك فما عليهم سوى أن يستنفروا هممهم لجمع «أثاثهم» ونقله مؤقتا نحو وجهة أخرى إلى أن تجف أرضية المنزل ويجف معها الزقاق ومجاريه، آنذاك يمكنهم إعادة «السدادير»، «الزربية»، الطاولات وسائر أنواع «الفراش»! الوضعية هاته تكررت بداية الأسبوع المنصرم، وعكس المرات السابقة. فإن شركة «ليدك» استجابت للنداء وانتقل عمالها إلى عين المكان وقاموا بنصب علامات للانتباه على امتداد الطريق/الرصيف الذي بدأ يتآكل بفعل المياه وصار مهددا بالانهيار وظهور فجوات أرضية لاتخلو من مخاطر، تشير إلى إمكانية شروعهم في القيام بالإصلاحات في المكان، فاستبشر المتضررون خيرا اعتقادا منهم بأن المشكل ستتم تسويته، إلا أن ظنهم خاب وهم يترقبون أشغال الإصلاح التي تأخرت في وقت غاب العمال ، وبقيت «علامات» متناثرة على قارعة الطريق تدل على أنهم مروا من هذا المكان!