بوفاة الحاج عثمان جوريو لم يبق على قيد الحياة من الموقعين على عريضة الاستقلال إلا إثنان أطال الله عمرهما: أبو بكر القادري والعيساوي المصطافي. كان الحاج عثمان جوريو من آخر الموقعين على العريضة لأنه هو الذي كتب بخطه الجميل، في دار أحمد بلافريج، نسخة العريضة التي سيقدمها مؤسس حزب الاستقلال وأمينه العام إلى المغفور له السلطان سيدي محمد بن يوسف يوم (11 يناير 1944). وسينال الحاج نصيبه من حملات القمع والاضطهاد الذي تعرض لها الوطنيون من طرف السلطات الاستعمارية، وله فضل كبير في اتساع دائرة التعليم الحر الوطني في مدينة الرباط إلى جانب المجاهد الكبير المرحوم الحاج أحمد الشرقاوي. وفي سنة 1947، نظمت الحركة الوطنية بالرباط عرسا جماعيا لبعض قادتها كالشهيد المهدي بنبركة والحاج عثمان جوريو وعبد الكريم الفلوس وعبد القادر بنبركة. وعندما تأسست مدارس محمد الخامس في السنة الدراسية 47-1948، تولى الإشراف على إدارتها الحاج أحمد الشرقاوي وكان يساعده في تلك المهمة الحاج عثمان جوريو، واستمر الحال إلى أن تم اعتقالهما في دجنبر 1952، إثر أحداث ومظاهرات تضامن المغرب مع تونس بعد ا غتيال الزعيم فرحات حشاد. وبعد الانفراج السياسي الذي تزامن مع عودة الملك إلى عرشه وانتهاء عهد الحجر والحماية، تولى الحاج عثمان جوريو إدارة مجموعة مدارس محمد الخامس برسم ظهير ملكي سلمه له المغفور له محمد الخامس، ولهذا ظل رحمه الله يتحمل هذه المسؤولية مدى الحياة. وإن كنا ننسى فلا ننسى أن الحاج عثمان جويو كان ضمن المجموعة القليلة من الفقهاء والعلماء الذين أصدروا بيانا في يناير 1991 لاستنكار العدوان الأمريكي على العراق. رحم الله الحاج عثمان وأسكنه فسيح جناته وعزاؤنا للسيدة حرمه وأبنائها وبناتها وأحفادها وإلى كل الأجيال الذين تعلموا مبكرا القراءة والكتابة في أحضان الحاج عثمان جويو.