عمان-سانا أكد أمر الله أشلار كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي أن سياسة بلاده الخارجية تهدف الى تحقيق السلم والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفي المناطق كلها موضحا أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لإيجاد حلول للمشاكل كافة بطرق سلمية. وقال أشلار في حوار صحفي الكتروني ضمن سلسلة الحوارات التي يجريها موقع صحيفة العرب اليوم الأردنية إن ما تسعى تركيا إلى تحقيقه هو وضع حد لنزيف الدم المستمر في منطقتنا وبأسرع وقت ممكن وإزالة الخلافات المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط معتبرا أن الوقت حان لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في هذه المنطقة من العالم. وحول الخلافات التركية الإسرائيلية أكد المسؤول التركي أن إسرائيل تتحمل مسؤولية هذه الخلافات وقال: إن الحكومة الإسرائيلية لم تخط أي خطوة إيجابية لإزالة الخلافات وانما بالعكس تبدو وكأنها تريد مزيدا من التوتر كما ان إسرائيل لم تقدم اعتذارا لتركيا عن عدوانها على اسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات انسانية لقطاع غزة ولم تدفع تعويضات للمتضررين وذوي الشهداء الاتراك الذين سقطوا بهذا الاعتداء. واعتبر أشلار أن منطقتنا تحتاج إلى تطوير رؤية استراتيجية مشتركة فيما يتعلق بمستقبلها وأمنها ورفاهيتها ولا بد أن يتشارك الجميع في تطوير هذه الروءية المشتركة منوها ببدء بعض التطورات الإيجابية في الآونة الأخيرة بهذا الإطار وخاصة الشراكة التي بدأت بين كل من سورية وتركيا ولبنان والأردن. وأوضح أنه يعتبر هذا التطور بداية خيرة معربا عن تمنياته بأن تتوسع هذه الدائرة لتشمل دولا أخرى في المنطقة بما فيها العراق وإيران. وحول أسباب ومقومات النجاحات الكبيرة التي سجلتها السياسة التركية الخارجية أرجع أشلار أسباب ذلك إلى الصدق والبعد عن ازدواجية المعايير التي حل محلها الثقة إزاء تركيا وسياستها الخارجية التي تقوم على السلم والأمن والاستقرار. وحول تشكيل الحكومة العراقية قال أشلار إن تركيا تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية ومن جميع مكونات الشعب العراقي مجددا الموقف التركي الداعي الى الحفاظ على وحدة العراق ووحدة أراضيه. وردا على سؤال حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي قال اشلار إن بعض الدول الأوروبية وبالذات ألمانيا وفرنسا لديهما تحفظات إزاء تركيا لذا نسمع باستمرار تصريحات معادية من مسؤولي هاتين الدولتين وهم لا يرغبون في أن تكون تركيا عضوا كاملا في الاتحاد الأوروبي ويقترحون على تركيا شراكة مميزة وهذا ما ترفضه تركيا بشدة. وأشار إلى أن تركيا تصف هذا الأسلوب بالاسلوب غير الوفي لأن كلا البلدين وافقا على بدء المفاوضات المباشرة لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2005 مطالبا هذين البلدين بالوفاء بالعهد. واعتبر أشلار أن بلاده ستكون قادرة على الملاءمة الكاملة مع الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا وحضاريا في حالة انضمامها للاتحاد وفي حينه تكون أكملت مسيرتها السياسية والاقتصادية في طريق الانضمام مشيرا إلى أن بلاده قامت منذ عقود بعدد كبير من الاصلاحات السياسية والاقتصادية والديمقراطية في سبيل الانضمام إلى الاتحاد.