من خلال باب الحوار الالكتروني المباشر بين المسؤول والمواطن والمثقف والقارئ ومن خلال ضيف تحت المجهر عبر موقع العرب اليوم الالكتروني الذي يعده الزميل عادل محمود بعد التشنج الاخير بين تركيا وإسرائيل، هل تركيا مستعدة للتخلي عن مصالحها وعلاقتها التاريخية مع إسرائيل، وما هو ثمن ذلك؟وما هي بدائل تركيا في أجندة السياسات الخارجية الجديدة؟ د . أمر الله أشلار الاستاذ محمد الصدوقي : في البداية لا بد من وضع النقاط على الحروف. أولا تركيا لم ترغب في يوم من الأيام في خلق جو متوتر بينها وبين إسرائيل. حيث توترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل عقب الاعتداء على غزة في نهاية سنة 2008 في الوقت الذي كانت تجرى المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية، وكانت المفاوضات على وشك الانتقال إلى مفاوضات مباشرة. اعتبرت تركيا الاعتداء على غزة في ذلك الوقت إهانة لها فبدأ أردوغان ينتقد بشدة هذا العدوان وفي نهاية المطاف جاءت حادثة دافوس. بعد ذلك أخطأ الإسرائيليون مرة أخرى بإجلاس السفير التركي على كرسي منخفض إهانة به وبتركيا مما أدى إلى استدعاء السفير التركي إلى أنقرة. وبعد فترة وجيزة أدركت إسرائيل خطأها وقدمت اعتذارا رسميا لتركيا وبذلك تم احتواء هذه الأزمة. وأخيرا في 31 مايو من العام الحالي جاء الاعتداء على أسطول الحرية في المياه الدولية على بعد سبعين ميلا، فقتل الجنود الاسرائليون تسعة من الناشطين المدنيين الأتراك أحدهم كان يحمل جواز سفر أمريكي. اعتقلت السلطات الإسرائيلية كل من على متون السفن الموجودة في القافلة. وصفت تركيا هذا الاعتداء بالقرصنة وإرهاب دولة ووجهت انتقادات شديدة لإسرائيل وأعطت لها مدة 24 ساعة لإطلاق جميع المعتقلين والمصابين وجثث الشهداء. اضطرت إسرائيل إلى تنفيذ هذا الطلب فورا. بعد ذلك طلبت تركيا من إسرائيل تقديم اعتذار رسمي، ودفع تعويضات لذوي الشهداء والمتضررين، والموافقة على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق لدى الأممالمتحدة. وافقت إسرائيل على تشكيل لجنة تقصي الحقائق ولكن حتى الآن لم تلب بطلبين آخرين. فالحكومة التركية مصرة على تقديم اعتذار رسمي ودفع تعويضات. ما لخصته أعلاه يشير إلى أن الطرف المختئ والمعتدي دائما إسرائيل. وهل من المعقول أن تستمر العلاقات بشكل طبيعي في مثل هذا الجو المتوتر؟ تركيا دولة عريقة لها تقاليدها في العلاقات الخارجية. تتصرف بالحكمة والعقلانية، وليست للعاطفة مكانة في علاقاتها الخارجية. تركيا لا تخطئ في حق أي دولة وبالذات شركائها الإستراتيجية فلا ترضى أن تخطئ دولة في حقها أيضا، فلكل خطأ ثمنه، لذا فلا بد ——————- أما سياسة تركيا الخارجية فلا تهدف إلا تحقيق السلم والأمن والاستقرار في منطقتنا بصفة خاصة وعلى مستوى العالم بصفة عامة. فلذا تركيا تتبع سياسة خارجية نشطة منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا في نهاية سنة 2002. هذه السياسة شفافة ومتعددة الأبعاد. وتقوم على مبادئ منها المصداقية والابتعاد عن ازدواجية المعايير ومنها تصفير المشاكل مع الجيران، ومنها استباق الأحداث والتدخل الفعال في إيجاد حلول للمشاكل. وعلى هذا فإنه لم تعد علاقات تركيا مع أي طرف تعتبر بديلاً عن العلاقات مع طرف آخر. .................... عن جريدة العرب اليوم الأردنية ولد بمدينة أنقرة عام 1960. تخرج في جامعة الملك سعود بالرياض عام 1985. حصل على درجة الدكتوراة من جامعة أنقرة عام 1993. وحصل على درجة الأستاذية في سنة 2004. يعمل منذ 1989 في قسم تعليم اللغة العربية بجامعة غازي بأنقرة. يرأس حاليا قسم اللغة العربية بجامعة غازي ويعمل منذ 2006 ككبيرمستشاري دولة رئيس الوزراء التركي السيد رحب طيب أردوغان في العلاقات التركية العربية. ويتولى مهمة الترجمة بينه وبين الرؤساء والملوك أيضا. له العديد من الكتب والترجمات والمقالات العلمية