يتسبب تغير المناخ بوقوع كارثة طبيعية جديدة كل أسبوع، ولكن الدول النامية غير مستعدة للعواقب، وفقا لتحذيرات الأممالمتحدة. وعلى الرغم من أن الكوارث الأكبر تصدرت عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم، إلا أن معظم الكوارث الصغيرة الحجم لا تلقى حظها من الاهتمام من قبل المجتمع الدولي. وفي حديثها مع صحيفة “غارديان”، قالت خبيرة الكوارث في الأممالمتحدة، مامي ميزوتوري، إنه يجب التركيز بشكل أكبر على الاستثمارات في البنية التحتية المرنة، إلى جانب خفض الانبعاثات. ويأتي ذلك بعد أن ضربت الظواهر الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، مثل الأعاصير والأمواج الحارة والجفاف، العديد من المناطق حول العالم. وينبغي التركيز على الحلول القائمة على الكوارث الطبيعية، مثل الحد من الفيضانات. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على الدول التركيز على حماية الفئات الأكثر ضعفا، التي تعيش في العشوائيات بدلا من المدن المخططة. وتصدرت بعض الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير المدارية: Idai وKenneth أو الجفاف المستمر في الهند، العناوين الرئيسية في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن ما يسمى ب “الأحداث الأقل تأثيرا”، تتكرر أكثر مما يُعتقد، مع أن العديد منها لا يُلاحظها أحد على الرغم من تزايد النزوح والموت بسببها. ويمكن منع نسبة كبيرة من هذه الأحداث الأصغر حجما، من خلال إنشاء البنية التحتية لمواجهة التحدي، خاصة في المناطق النامية. ويشمل ذلك نظم الإنذار المتقدمة للتنبؤ بالأحوال الجوية الخطيرة، ومخزونات المياه في حالة الجفاف وتكثيف الإشراف الحكومي على تلك المناطق المعرضة لخطر تغير المناخ. وحذرت السيدة مامي من أن المشكلة ليست مقتصرة على العالم النامي، حيث تواجه البلدان الأكثر ثراء في العالم تحديات في مجال البنية التحتية، والتخفيف من المخاطر، كما أظهرت موجات الحر في أوروبا وحرائق الغابات في الولاياتالمتحدة. وتشير التقديرات إلى أن الكوارث المتعلقة بالمناخ تكلف في الوقت الحالي، زهاء 520 مليار دولار سنويا. كما أن تكلفة بناء البنية التحتية المصممة لتكون مقاومة لآثار تغير المناخ، لن تؤدي إلا إلى زيادة هذا الرقم بنسبة 3%، أو ما مجموعه 2.7 تريليون دولار على مدى السنوات العشرين المقبلة. ويتطلب التحرك في هذا الاتجاه وضع معايير عالمية للبنية التحتية، التي بُنيت حديثا لضمان أن تكون أكثر مرونة بشكل مناسب للتصدي لآثار الجفاف والفيضانات والعواصف، وغيرها من أشكال الطقس القاسي. وحتى الآن، تركزت الجهود المبذولة لمعالجة أزمة المناخ، على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى حد كبير، بدلا من التكيف مع الظروف المناخية الجديدة التي يتعرض لها العالم. وخلصت السيدة ميزوتوري إلى القول: “نحتاج إلى نظرة أكثر شمولية للمخاطر”.