سيدي بوعثمان (إقليم الرحامنة) – بقلب المركز الحضري لسيدي بوعثمان، وعلى بعد أمتار قليلة عن الطريق الوطنية الرابطة بين مدينتي مراكش وابن جرير، توجد دار الطالبة التي تعد نموذجا فريدا لبنية تحتية تتوخى النهوض بتمدرس الفتاة القروية، وخاصة تلك من الفئات المعوزة. وتشكل هذه البنية التحتية المخصصة للاستقبال والإيواء والمنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ثمرة برنامج متكامل تم إعداده بعناية لأكثر من عشر سنوات برعاية مؤسسة الرحامنة من أجل التنمية المستدامة ، حيث بدأ هذا المشروع الاجتماعي العمل عام 2010 في إطار تشخيص منهجي لجميع مؤسسات الحماية الاجتماعية وتأهيل دور الطالب والطالبة، ومنها دار الطالبة بسيدي عثمان. ويسعى هذا المشروع ، على الخصوص، إلى تثمين الجهود الجماعية المبذولة على المستوى الإقليمي من أجل النهوض بتمدرس الفتاة القروية انسجاما مع الرؤية النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والاهتمام المتزايد الذي ما فتئ يوليه جلالته للعنصر البشري بغاية تكوينه بشكل جيد ومن أجل رفاهيته ونمائه الفكري. كما أن دار الطالبة التي فتحت أبوابها فعليا في 5 أكتوبر 2011 ، ما فتئت، ومنذ ذلك الحين ، تلعب دورا رائدا في مجال الاستقبال والإيواء والإطعام ، والدعم الاجتماعي والنفسي، وكذا التطبيب لفائدة النزلاء المتحمسين للتعلم، والإصرار على تذليل كل الصعاب من أجل متابعة دراستهم. اقرأ أيضا: اليوم العالمي للإسكان .. الولوج إلى السكن من ضمن الأولويات على الصعيد الدولي وإلى جانب هذه المهام المواطنة النبيلة التي تقوم بها دار الطالبة بكل مسؤولية، تم توفير أنشطة موازية تهم المجال الرياضي والترفيهي والثقافي، وذلك وفق نهج يجعل من هذه البنية التحتية الخاصة بالاستقبال والإيواء، فضاء للعيش الكريم . وقد تم إحداث مقر دار الطالبة بسيدي بوعثمان والتي تسع لحوالي 72 فتاة، وفق تصميم دقيق يجمع بين شروط الراحة والرفاهية، كما يتيح هذا الفضاء للنزلاء إقامة أفضل وتحقيق توازن نفسي وتنمية شخصيتهم بل وتشجيعهم أيضا على تحقيق التميز في مسارهم الدراسي. وتضم دار الطالبة لسيدي عثمان، وهي من بين 17 دار للطالب والطالبة على مستوى إقليم الرحامنة ، العديد من المرافق منها طابق تحت أرضي (قاعة للمعلوميات ومكتبة وقاعة للعلاجات الأولية ومستودع ..) ، وطابقين للإيواء ، وكذا مرافق إدارية ، ومطبخ وقاعتين للإطعام والقراءة ، فضلا عن مرافق صحية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرزت رئيسة الجمعية المشرفة على تدبير دار الطالبة بسيدي عثمان، السيدة سناء أبو حافص ، أن هذه البنية التحتية الخاصة بالاستقبال ما فتئت منذ افتتاحها، تستقبل الفتيات المتحدرات من العالم القروي خاصة من الفئات المعوزة ، مسجلة أن هذه الوحدة تضع محاربة الهدر المدرسي وتحفيز الفتاة القروية في صلب أولوياتها. وأضافت أن دار الطالبة باتت تحظى بميزة أساسية تكمن في خلق دينامية متواصلة على المستوى الدراسي بسيدي عثمان ، وذلك بعدما تم تسجيل انخفاض في عدد الفتيات المتحدرات من المناطق المجاورة اللواتي اعتدن في السابق، ترك الأقسام الدراسية في وقت مبكر. وهو ما أكد عليه رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الرحامنة السيد محمد العياشي، مبرزا أنه في إطار المشاريع التي تشرف عليها اللجنة الإقليمية التنمية البشرية التي يرأسها عامل الإقليم السيد عزيز بوجنان ، تم التركيز على قطاع التعليم لاسيما في العالم القروي. اقرأ أيضا: موظفو مجموعة القرض الفلاحي للمغرب يساهمون بمبلغ 15.1 مليون درهم في الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا وأضاف أنه تم بذل جهد كبير من أجل وضع جميع البنيات التحتية الضرورية لاستقبال المتمدرسين من الفئات المعوزة في ظروف جيدة لتحسين مستوى تمدرسهم ، مشيرا إلى أن إقليم الرحامنة يضم حاليا 17 دار طالب وطالب ، فيما تم برمجة تسع وحدات جديدة أغلبها يستهدف الفتاة القروية . ت/ ح ك